تناقلت المواقع الإلكترونية خبرا عن صحيفة "نيويورك ديلى نيوز"، يفيد بأن "يسلم بن لادن"، أحد الأخوة غير الأشقاء لزعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن، يأمل فى لفت الأنظار إلى اسم العائلة بشكل مختلف عن طريق بيع عطر جديد برائحة الياسمين.
وحسب ما جاء بالخبر فإن " يسلم بن لادن "، الذى يقيم فى سويسرا، قال إن اسم العائلة يمكن أن يساعد فى الترويج لهذا المنتج وزيادة مبيعاته، وأن يجربه الناس بدافع الفضول.
الكلام معقول والله، ويشى بعقلية مواطن بن لادنى، يعيش فعلا فى سويسرا، ويعلم كيف يدير نفسه وعائلته، الصالح والطالح منها، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وفق معادلة تعظيم الأرباح وتقليل الخسائر والتوظيف الجيد لما نملك من أوراق، بل والتفكير بشكل خلاق لتحويل عناصر الإخفاق والخسارة إلى عناصر للنجاح والمكسب.
أليست هذه المعادلة هى جوهر لعبة السياسة؟ أليست هى الفيصل بين من يصنع الفارق والنجاح من الساسة والتجار معا؟
ولكن من أين سيأتى "يسلم بن لادن" بالياسمين؟ غالبا سيستورده من دمشق مدينة الياسمين، وبالمناسبة لماذا لا يفكر خالد مشعل فى إطلاق عطر برائحة الياسمين يحمل اسمه : " عطر مشعل "، على اعتبار أنه الأولى بياسمين دمشق، بحكم السكنى والقرب والولاء، وبالتأكيد سيلقى "عطر مشعل" الرواج وسيجربه الناس ولو من باب الفضول، كما سيقدم العطر صورة جديدة عن المكتب السياسى لحركة حماس بدمشق، وقد تعوض مكاسب العطر خسائر السياسة وجمود التفكير الذى يضيع الحقوق الثابتة ويسىء توظيف الأوراق السياسية.
بالمنطق نفسه، لماذا لا يفكر الرئيس المنتهية ولايته السيد أبو مازن فى عطر برائحة برتقال يافا، التى أصبحت للأسف الشديد، الضاحية الأكثر ثراء بين ضواحى تل أبيب، يقطنها أثرياء إسرائيل، ومادامت ولاية أبو مازن الرئاسية قد انتهت وأصبحت شرعيته السياسية على المحك، فلا مانع من البحث عن شرعية إعلامية على أساس البيزنس، وتخيلوا معى "عطر أبو مازن" برائحة البرتقال ..
تبقى إشارة ضرورية إلى عطر برائحة الخشخاش الإيرانى نقترحه على السيد أحمدى نجاد صاحب التصريحات الحريفة والمواقف المخدِّرة، وبالتأكيد سينافس "عطر نجاد" بصوتياته الحالمة عطور بن لادن ومشعل وأبو مازن، وسيضمن حصة من فضول المشترين، وليحيا التفكير التجارى بديلا للتهريج السياسى الذى لا يجلب إلا الخسارة والكوارث على الشعوب، حتى لو حقق المكاسب الفردية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة