عجيب حقاً ما فعلته جماهير الزمالك مع نجم الفريق "الأول" شيكابالا فى وقت يحتاج فيه هو وزملاؤه لدعمها، بهجوم متواصل على شخصه طوال الشوط الثانى فى مباراة الفريق أمام غزل المحلة التى انتهت بهدف نظيف لصالح الفلاحين.. وكأنه السبب الرئيسى للخسارة.
ولا عجب أن تحمل الجماهير شيكابالا هذا الكم من الضغوط وكأنهم اختزلوا اسم وأداء الزمالك فى شخصه، فماذا كانت الجماهير تريد من شيكابالا الذى يعد أحد أفراد المنظومة؟ وليس المنظومة كاملة.. حقيقة طبيعية أن تنتظر الجماهير من شيكابالا الكثير وترى فيه العون والمنقذ بحكم موهبته وإمكانته الفنية الكبيرة.. ولكن من الطبيعى أكثر أن يجد اللاعب داخل الملعب مساندة من زملائه بما يساعده على إظهار تلك الإمكانيات وتسخيرها لصالح الفريق.. ولكن هذا لم يحدث بحسب ما رأينا خلال أحداث المباراة، فاللاعبون كل منهم كان فى وادٍ وكأنه فى مباراة أخرى!!
المثير فى الأمر أن تلك ليست هى المرة التى يهتف فيها الجمهور ضد شيكابالا، فقد سبق تكرار الهتاف أكثر من مرة، وكأن المطلوب منه أن يفعل كل شئ، ودلل على ذلك مع جريدة اليوم السابع بالقول.. "أنا مش طرزان" تأكيداً من جانبه بأنه لاعب مثل أى لاعب بالفريق يؤدى ما عليه ومطلوب منه فى حدود إمكانيات الفريق المتاحة.. والحق أن ظروف الزمالك فى الوقت الحالى لا تساعد أى لاعب على التألق، فالموهبة وحدها لا تكف، خصوصاً فى لعبة جماعية، وتحديداً كرة القدم التى تحتاج لمجهود الجميع، ولا تتوقف على لاعب بعينه مهما كان حجم موهبته.
ورغم هذا فلا يجب إعفاء شيكابالا من سوء تصرفه بالرد على الجمهور بأسلوب غير لائق وصل إليهم من خلاله أنه يحاول إثارتهم عندما أشار بأنه لن يرتدى فانلة الزمالك مرة أخرى، فواصلت الجماهير الهتاف مجدداً، وهنا خرج باقى زملائه عن تركيزهم. واستنفذت الجماهير طاقة شيكابالا بسبه بألفاظ نابية غير مقبولة. وهنا كان يجب على المدير الفنى أن يسحب شيكابالا من الملعب حتى ولو كلفه الأمر أن يلعب ناقصاً لاعبا، بعد أن أجرى تغيراته الثلاثة المسموح بها.. فشيكابالا بعد هتاف الجماهير ظهر وكأنه خارج المباراة بالفعل بدليل التسديدة التى سددها تجاه المرمى فى اللحظات الأخيرة، وكأنه يريد التخلص من الكرة والإطاحة بها عناداً فى الجمهور.
ولعل ما حدث يكون بمثابة فرصة لإعادة نظر الجماهير البيضاء التى تحملت الكثير والكثير منذ أربع سنوات كاملة من سوء النتائج وضياع البطولات وإغلاق مدرسة الفن والهندسة.. فى طريقة التعامل برأفة ورفق مع شيكابالا وزملائه فهو الوحيد داخل الفريق الأبيض صاحب اللمسة السحرية والأداء السلس حتى لا تكون نهاية موهبة يحتاجها الزمالك والمنتخب الوطنى، ولعل شيكابالا كنجم يحتاج من الجهاز الفنى إلى بحث تهدئته وإعادته للاتزان النفسى المطلوب للاعب هام.. وهو ما يجب أن تؤكد عليه الإدارة التى يترأسها أكاديمى بحجم الدكتور محمد عامر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة