يبدو النظام السورى الآن فى أشد حالاته ضعفاً ووهناً وبحثاً عن منقذ لرأسه من شبح المحكمة الدولية الخاصة فى قضية اغتيال رفيق الحريرى.
وقد تطول سنوات المحكمة أو تقصر، لكنها لن ترحم نظام بشار الأسد من المحاسبة وفق القانون الجنائى الدولى والقانون العام، وقبل كل ذلك حساب الشعوب ومحكمة التاريخ التى لا ترحم أحداً ولو بعد حين.
الآن فقط دقت ساعة حساب الإدارة السورية التى لا تزال تعيش عصر القومية العربية ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة ولا تنمية أو ديمقراطية قبل إقرار الوحدة العربية الكبرى.
عصر الشعارات سيسقط على جدران المحكمة الدولية فى لاهاى، وتتكشف أوراق التوت ورقة ورقة عن الإدارة السورية التى عاملت لبنان كشعب تحت الوصاية وكجزء من الإدارة السورية، فلا رئيس قبل مجىء العماد سليمان إلا بموافقة دمشق ولا استمرار لحكومة لم يرضَ عنها الجنرال غازى كنعان رئيس المخابرات السورية السابق، والرجل القوى الذى كان يحكم لبنان سراً، كما ذكر لى السفير صلاح زكى الذى عمل رئيساً للبعثة الدبلوماسية المصرية فى لبنان فترة المقاطعة العربية للنظام المصرى.
كانت الجلسة ساخنة بحضور صديق آخر، وهو الدبلوماسى المخضرم السفير محى الدين بسيونى، وكان الجدل مشتعلاً حول سؤال واحد، هل تطال المحكمة الدولية رأس بشار الأسد؟
ورأى السفير زكى أن اغتيال الحريرى كان بترتيب من أجهزة مخابرات وليس مجرد عناصر فردية, وأن لبنان فى هذا التوقيت وهذا الظرف التاريخى كانت على الواقع تحت الهيمنة السورية مصيراً وقراراً، لا شىء يصدر من قصر بعبدا دون أن يمر على قصر الشعب، وكم من الجرائم ترتكب باسم الشعب.
وكان رأيى أن الإدارة السورية أرادت إبعاد الحريرى عن المعادلة الإقليمية والدولية لضرب التنسيق المصرى ـ السعودى لصالح المحور الإيرانى فى المنطقة.
واتفق معى السفير بسيونى فى أن الحريرى رجل الاقتصاد والتنمية واستقلال لبنان، كان عقبة أمام جميع مشاريع الهيمنة السورية الإيرانية على المنطقة.
الآن وليس فى وقت آخر، سوف يعيد الشعب اللبنانى الاحتفال باستقلاله بعد المحكمة الدولية.
لن تكون هناك فرصة لكشف الحقائق والوقائع أمام التاريخ أكثر من الآن..
وداعاً لدبلوماسية الحنجرة على الطريقة السورية..
وأهلاً بمحكمة قتلة الحريرى .. ومزورى التاريخ وأعداء الشعوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة