نحن لا نعرف لماذا انقطعت ميادة الحناوى عن الغناء فى الفترة الأخيرة لكننا قرأنا فى الصحف أنها عادت إلى الساحة فى مجموعة من الأغانى التى لحنها محمد سلطان.
وميادة الحناوى مطربة بمعنى الكلمة، تقف فى النقطة الفاصلة بين جيل العمالقة والأجيال الجديدة، تبدأ من أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، والسنباطى لتواصل طريقها بعد ذلك مع حلمى بكر، وعمار الشريعى، وصلاح الشرنوبى، وسامى الحفناوى، مروراً بجيل الوسط، وفى مقدمته محمد الموجى الذى لحن لها أول أغانيها، وبليغ حمدى الذى لم يكتف بالتلحين لميادة الحناوى، بل كتب لها أيضا كلمات الأغانى، وسيد مكاوى الذى غنت له عدداً من أجمل الألحان.
وميادة الحناوى هى إحدى المواهب السورية التى يتألق بها فن الغناء العربى المعاصر: أسمهان، وفريد الأطرش، وفايزة أحمد، وفهد بلان، ومها الجابرى، وميادة الحناوى، وأصالة نصرى.
وتتميز ميادة الحناوى عن الجيل الجديد من نجوم الغناء العربى بأنها لم تظهر من الفراغ، فقد بدأت طريقها فى أواخر السبعينيات، فى حياة عبدالوهاب، ورياض السنباطى، والموجى، وبليغ حمدى، وسيد مكاوى الذين لحنوا لها جميعاً وتحمسوا لصوتها وموهبتها، وبهذا كانت ميادة الحناوى حلقة وصل بين الجيلين، وكان جمهورها امتداداً واستمراراً لجمهور الستينيات والسبعينيات.تقول ميادة الحناوى عن نفسها: أنا من مواليد مدينة حلب، وكانت بدايتى مع فن الغناء بين أهلى وفى المسرح المدرسى.
وهى بداية لها معناها، فحلب هى إحدى عواصم الغناء العربى فى كل العصور، وأهل حلب كلهم «سميعة»، والصوت الذى ينجح فى حلب يضمن النجاح فى أى مدينة عربية أخرى من المحيط إلى الخليج.. لكن ميادة الحناوى لم تبدأ مرحلة الاحتراف إلا فى عام 1979 حين كانت فى الحادية والعشرين من عمرها، وكان لقاؤها الأول مع الملحن محمد الموجى الذى لحن لها أغنيتين: الأولى «يا غائباً»، والثانية «اسمع عتابى».
وكانت ميادة قبل أن تأتى إلى القاهرة وتلتقى بالموجى قد التقت بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب الذى كان يقضى بعض الوقت فى «بلودان» فى صيف 1977، وفى لقائها مع الأستاذ الكبير الذى تعتبره أول حلم تحقق من أحلامها استمع لها عبدالوهاب وعبر عن إعجابه بصوتها قائلاً: «مش معقول!» هذه العبارة كانت الشهادة التى حملتها معها إلى القاهرة لتبدأ الطريق مع الموجى، ثم تغنى لبليغ حمدى من كلمات عبدالوهاب محمد «سيدى أنا» ثم من كلمات بليغ حمدى نفسه ست أغنيات منها «الحب اللى كان» و«مش عوايدك» و«رجعنا للبداية» ثم تغنى لسيد مكاوى «أشواق» و«حبينا واتحبينا»، ثم تغنى لرياض السنباطى «ساعة زمن» من كلمات حسين السيد.
كل هذا تحقق فى أقل من ثلاث سنوات، فقد أصبحت ميادة الحناوى فى مقدمة الأصوات النسائية العربية منذ أوائل الثمانينيات.
ومنذ ذلك الوقت تحتل ميادة الحناوى مكانها، محافظة على الميزة التى تتميز بها عن بقية الأصوات التى ظهرت بعدها، وهى أن تكون حلقة وصل بين العمالقة والشباب!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة