مدحت قلادة

سويسرا الجميلة

الخميس، 19 مارس 2009 11:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحمه الله، كان ذو الثامنة عشر ذاهبا لزيارتى كعادته اليومية، إذا بشخص آخر يباغته بوضع قدميه أثناء سيره ليطرحه أرضاً ليحتضن الأرض ويلتصق بما بها من تراب وقاذورات لتلطخ ملابسه، إنه أشرف صموئيل ذلك الشخص المريض المصاب بمرض ذهنى علاوة على الصرع الملاحق له الذى أودى بحياته صريعاً بعد سقوطه من فوق سطح منزلهم .

كان معوقاً ذهنياً أيضاً وما أدراك ما المعوق ذهنياً بمصر لا آدمية له الكل يستهزئ به ويسخر من مرضه المزمن، كان حينما يسير كل من يقابله يطرحة أرضا مثلما حدث أمامى أو يضربه على رأسه بكل قوة وبلا رحمة أو يبصق على وجه أو يلعنه، هكذا يعامل المصريون المعاقون ذهنياً بكل قساوة وتجبر وكبرياء من الآخرين بل من الدولة والمجتمع كله .

فى سويسرا الجميلة المعوقون ذهنياً لهم عناية خاصة لهم احترام وتقدير، بل ويسَّخر كل المجتمع لخدمتهم ويؤهلهم المجتمع ليصبحوا أداة إنتاجية تستطيع الاعتماد على نفسها والعيش عيشة كريمة. فالمتخلفون عقلياً أو المتأخرون ذهنياً لهم مدارس وورش عمل والتحاق بمصانع معينة ليصبحوا قوة إنتاجية يساهمون فى الدخل القومى ولهم من الأطباء النفسيين من يعطيهم الحب والفهم والتنوير، والمشلول يتم تسخير وسائل مواصلات مخصوصة له تمكنه من الدخول بعجلته إلى الأتوبيس، بل حتى إشارات المرور لها أصوات خاصة لتعوضهم فى حال فقدان البصر لدى المعاق .

فى مصر ندَّعى أننا شعب ودود عطوف وعلى أرض الواقع نجد العكس، لا نقبل الآخر ولا نقبل أصحاب العاهات، بل الويل كل الويل للمتخلف عقلياً سيجد مجتمعا قاسيا، سيجد بشرا بقلوب حجرية لهم أشكال البشر وفى داخلهم وحوش مفترسة تلتهم أصحاب الحالات الخاصة من أصحاب العاهات النفسية الجسدية والعضوية، أصبحنا مجتمعا مثاليا على الورق، أصبحنا أفضل الشعوب، وأفضل أمة فى الشعارات وانعدمت العواطف الإنسانية من قلوبنا مثل الرحمة والحب والتآلف والعطف.

طوباكى يا سويسرا طوباكى يا أوروبا طوبى لكل بلد مجتمع أو فرد يساهم فى رفع شأن الآخر، خاصة المخالفين من أصحاب العاهات النفسية والذهنية والعضوية. وبعد كل ذلك هل تعتقد أننا أفضل شعوب العالم. أخيراً يقاس تقدم الدولة بمدى حصول ذوى العاهات الخاصة على حقوقهم ورعاية أصحاب الحالات الخاصة لحقوقهم.. أين تُصنَّف مصر عالمياً؟!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة