د. محمد مورو

دفن الرؤوس فى الرمال

الإثنين، 02 مارس 2009 07:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أشبه حكومتنا الرشيدة!! بالنعامة التى لا تريد مواجهة الحقائق، فتدفن رأسها فى الرمال.

هذا كلام حقيقى، بل ربما كان سلوك حكومتنا أقل جدوى من سلوك النعام.

انظر مثلاً إلى عشرات القنوات التليفزيونية الفضائية والأرضية المصرية، التى تكلف ميزانية الدولية مليارات الجنيهات سنوياً، ولم يعد يراها أحد قط، أليس من الأجدى إلغاء هذه القنوات وتوفير الميزانيات، وحتى لو كان الهدف من تلك القنوات الترويج لسياسات الحكومة، فهذا الهدف لم يعد يتحقق، لأنه لم يعد هناك من يراها وبالتالى يتأثر بما تقوله أو تعرضه، أليس هذا نوعاً من إهدار المال العام بلا مبرر، بلا مبرر موضوعى أو حتى انتهازى، فإذا قلنا إن الهدف منها الحفاظ على الهوية أو تحقيق التسلية النظيفة، أو حتى الدفاع عن القيم فإن ذلك لا يتحقق، لأنه لم يعد هناك من يشاهد هذه القنوات.

وإذا قلنا إن الهدف منها هو مجرد الترويج لسياسات الحكومة والدفاع عنها أمام القنوات والوسائط الأخرى التى تهاجم الحكومة، بالحق أو بالباطل، فإن هذا لا يتحقق لنفس السبب.

على نفس الطريقة هناك العديد من الصحف الحكومية أو شبة الحكومية التى ترصد لها الدولة مئات الملايين وربما المليارات سنوياً، ونسبة توزيعها متدنية جداً، وفى حالات لا توزع إطلاقاً، وتعود كما هى بدون بيع أى عدد من النسخ، لماذا هذه المصروفات بلا داعٍ، ومرة أخرى نكرر نفس ما قلناه عن أهداف تلك الصحف الموضوعية أو الانتهازية، فهى بلا تأثير إطلاقاً، إذن ما الداعى لاستمرارها.

أتصور مثلاً أن أحد رجال الأعمال يقوم بإنشاء قناة تليفزيونية أو صحيفة أو غيرها سعياً وراء مصالح معينة، أو غسيلاً لأمواله، ومن ثم فإن التأثير وعدم التأثير أمر لا يدخل فى حسابه، أما الدولة فهى ليست بحاجة لغسيل أموالها مثلاً، لأن أحداً لن يسألها عن مصدر تلك الأموال!!.

أرجو أن يدلنى أى عاقل أو نصف عاقل عن سبب استمرار تلك القنوات والصحف، فربما كنت غافلاً عن هذا السبب أو متجاهلاً له، أو موْتُوراً حجبت عنه مصلحة ما من تلك الوسائط فراح يهاجمها ويقدح فيها، وإذا عرف السبب بطل العجب.

قد يقول البعض إن تلك الوسائط هى باب للرزق للموظفين والعاملين والفنيين.. إلخ، وإن إغلاقها يعنى قطع أرزاق هؤلاء، وإذا كان هذا سبباً فالأفضل إعطاء هؤلاء مرتباتهم كاملةً بلا نقصان بدون عمل أفضل من إهدار عمل وأوراق وأفلام خام وساعات بث وغيرها، فعلى الأقل فإن توفير مستلزمات الإنتاج سيوفر القدر الأكبر من المال بعد دفع نفس المرتبات، وعلى الأقل نكون صرحاء مع أنفسنا فلا نعيش فى خداع لا ينطلى على أحد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة