خالد ممدوح

جوهانسبيرج يا معلم؟!

الإثنين، 23 مارس 2009 01:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ العد التنازلى لانطلاق المرحلة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا العام القادم، حيث يلتقى الفراعنة بقيادة المعلم حسن شحاتة 29 مارس مع منتخب زامبيا الطامح فى أولى جولات المجموعة الثالثة، منتخب الجزائر الشقيق سيحل ضيفاً على رابع فرق المجموعة رواندا السبت 28 مارس.

لا أحد يمكنه أن ينكر أن هناك حالة عامة من الإحساس بسهولة المهمة، بيننا نحن المصريين، ولهذه الحالة أسبابها المنطقية، فنحن أسياد القارة السمراء منذ 2006، والأهلى ـ الذى يضم عدداً كبيراً من الهيكل الأساسى للمنتخب ـ هو البطل المتوج على أندية القارة بلا منازع، وأبو كريم توج أفضل مدرب فى القارة، كما أن أبوتريكة أفضل لاعب داخل القارة، كل هذه حقائق لا جدال فيها، ويضاف إليها ترتيب المنتخب الوطنى عالمياً، وهو بالقطع يسبق الجزائر وزامبيا ورواندا بكثير على لائحة الفيفا، ولكن!

هناك أيضاً عوامل أخرى كثيرة علينا ألا نغفلها حتى لا ينتهى بنا الحال كما انتهى بنا منذ نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، حيث فرطنا فى جميع الفرص السهلة وانهزمنا من فرق غير مصنفة أصلاُ لنشاهد كأس العالم، ونتحسر على عدم وجودنا بين الكبار! هل تتذكرون ليبيريا وبنين ورواندا وناميبيا؟!

تاريخنا الكروى – قديمه وحديثه – يؤكد أننا لا نؤدى بشكل جيد ولا نظهر إمكاناتنا الحقيقية أمام من هم، نظرياً، أقل منا! تعالوا نتذكر موقفنا فى نفس التصفيات فى مرحلتها السابقة، وكيف تعرضنا للهزيمة من مالاوى، ووضعنا أنفسنا فى مأزق حتى فزنا على الكونغو الديمقراطية على ملعبها بهدف نظيف لنتأهل كأوائل للمجموعة.

للأسف الشديد هذه النقطة تحديداً يقف أمامها الجهاز الفنى عاجزاً لأنها "ماركة مصرية مسجلة"، فنحن متخصصون فى وضع أنفسنا فى مواقف "بايخة"، ولا تظهر طاقاتنا ولا إمكانياتنا إلا تحت وطأة الظروف الصعبة، فهل يتعلم هذا الجيل من اللاعبين الدرس، ويأخذون الأمور بالجدية المطلوبة منذ المباراة الأولى أمام زامبيا حتى لا يتعلق مصيرنا بأقدام الآخرين؟!

من ناحية أخرى، هناك ظروف فنية صعبة يواجهها الجهاز الفنى، وتتمثل بصورة واضحة فى مركز حراسة المرمى، حيث فارق الخبرة شاسع بين الحارس الأساسى عصام الحضرى وبين بديليه عبدالواحد السيد وأمير عبدالحميد، فماذا لو تعرض الحضرى للإيقاف من الفيفا بسبب طريقة احترافه فى سيون؟ أو ماذا لو، لا قدر الله، تعرض للإصابة أو الإيقاف؟!

لست متشائماً وثقتى فى المعلم واللاعبين بلا حدود وأدرك أن كل هذه الظروف ليست بعيدة عن تفكيرهم، لكن الهدف هو إعداد الجمهور والساحة الرياضية بالصورة اللائقة لحجم الحدث، فنحن جميعا "أساتذة" فى فن التأخر على موعد القطار ثم الركض خلفه محاولين اللحاق به فى آخر لحظة!

الفرق الثلاثة التى سنواجهها لديها نفس الطموح، وستلعب أمامنا كما يلعب الإسماعيلى أمام الأهلى فى الدورى، بكل طاقاتها الكامنة والغير كامنة، لأنها تلاعب البطل والفوز عليه أو حتى التعادل معه يعد بطولة فى حد ذاته، وهذا يتطلب منا أن نؤدى كأبطال منذ البداية، وأن نعتلى المجموعة منذ الجولة الأولى حتى نواجه الجزائر يوم 7 يونيو، ونحن فى المقدمة لنصدر لهم التوتر ونحبط آمالهم مبكراً.

مطلوب من الجمهور أن يملأ جنبات الاستاد يوم مباراة زامبيا، ومطلوب من الإعلام الرياضى أن يوضح مدى صعوبة اللقاء ومدى أهمية الهدف، فلم يبقَ لنا كمصريين إلا الرياضة كى نباهى بها الأمم، بعد أن تراجعنا فى باقى المجالات بصورة مخيفة، كما أرجو من السيد أحمد شوبير أن يرحمنا من تصريحاته الغريبة، وآخرها أنه "رفض إقالة حسن شحاتة مؤخراً"، بالذمة ده وقته يا سيادة المستشار؟!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة