حاولت خلال مقالى السابق توضيح الصورة الجميلة للحياة فى سويسرا وكيفية احترام وتقدير الإنسان لأخيه الإنسان خاصة لأصحاب العاهات الذهنية والعضوية، والواقع أن سويسرا بها من الجمال ما لا تستطيع الكتب أن تتحمله من جمال طبيعتها ورقة مشاعر شعبها حبه وتقديره للآخر.
الشرق التعيس
الشرق التعيس يعيش على أوهام وأكاذيب إننا الأفضل والأحسن ونملك من المشاعر الإنسانية الكثير، مثل الحب والعطف والإيمان والعلاقات الاجتماعية الدافئة ونملك حناجر نووية ندافع بها عن كل من يحاول كشف الحقيقة أو إيقاظنا من غفلتنا، والواقع يؤكد أننا أحفاد غير أمناء على ماضى أجدادنا العظماء تركوا لنا حضارة عريقة مميزة لها باع وعمق فى العلم والفن والإيمان والتسامح أيضاً.
هكذا كان أجدادنا العظماء فى كل متحف يوجد بها غرفة خاصة لكل زائر من دول الجوار ليصلى بها أطلق عليها "غرفة الآلهة الغريبة"، ولكن نحن الأحفاد اختزلنا الإيمان فى سبحة ومسواك وملابس قادمة من قرون مضت وعلامة على الجبهة كلما قتم لونها واتسعت مساحتها دل على عمق الإيمان وشعارات براقة مزيفة لدغدغة مشاعر البسطاء ليخدروا فى التخلف والتأخر مثل القول المأثور "نحن أهل الإيمان وهم أهل الغرب الكافر ما زلنا نعيش على الوهم الكاذب.
عاش الواقع الراحل الشيخ محمد عبده بعد زيارته لأوروبا مصرحاً للكل "رأيت إسلاماً ولم أر مسلمين ورأيت مسلمين ولم أر إسلاما" ناقماً على الإيمان الشكلى لأهل الشرق التعيس
الغرب أهل الكفر.
احترام للآخر..
تقديس للعمل..
احترام المخالف..
احترام للقوانين وانتماء لا نهائى للبلد..
وسعى دائم للتقدم والإنجاز..
احترام للمعوقين وأصحاب العاهات الخاصة "العضوية والذهنية والنفسية"..
تقديس للطبيعة،
احترام للغرباء،
احترام الوقت، خصوصيات البشر..
لا يوجد من هو فوق القانون وليس لديهم ترزية قوانين أو جماعة محظوظة تستخدم الدين وسيلة للسطو على الحكم، فالكل سواسية أمام القانون تشعر باحترام الناس وتقديرهم فى التحية أثناء سيرك فى الشارع تشعر بالاطمئنان من الابتسامات الملاصقة للوجوه..
هناك الكثير من جمال بلاد الكفر والأهم شعوب تحب الحياة، الجودة، والإنتاج.
بلاد الإيمان
وجوه عابسة، شعوب متعصبة أدمنت الكسل والهروب من أعمالها بحجج دينية.
شعوب ليس لديها انتماء.
شعوب تفتقر أهمية الوقت وتعيش على هامش التاريخ.
شعوب أدمنت حب الموت بالشعارات البراقة "اطلبوا الموت توهب لكم الحياة" المدغدغة لمشاعر البسطاء من البشر.
شعوب تعيش عالة على المجتمع الدولى فخرهم فى كروشهم.
شعوب أدمنت عدم التفكير وعدم النقد لذواتها.
شعوب تاهت بوصلتها فأصبحت تسأل مرشديها المتنطعين فى طريقة دخول الحمام والخروج، وبأى يد تأكل.
شعوب تعيش تحت نير رجال دين متنطعين وما أكثرهم العالم والمفكر والعلامة "وكل علمهم كلام فى كلام" ودكاترة فى فن غسل أذهان البسطاء.
أخيراَ فى بلاد الكفر تقدم وإنسانية وعقيدة "الكود الأخلاقى" تنتمى لها النفوس ويظل الإيمان علاقة خاصة بين الانسان وربه بينما يظل الشارع لكل الأعراق والشعوب والفصائل والأجناس والعقائد أما فى بلاد الشرق النقيض تماما.ً
وأختم بالقول المأثور للفيلسوف براتراند راسل "مشكلة العالم أن الغبى متيقن بعماء والذكى ملىء بالشك".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة