حمدى الحسينى

للفشل .. رجاله

الأربعاء، 25 مارس 2009 10:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كأننا شعب يستعذب الهزيمة بل يسعى إليها سعيا.. كأننا أدمنا الخروج من تجربة فاشلة، والاستعداد للدخول فى تجربة أكثر فشلا.. المقدمات تقول. عن معركة مصر فى ترشيح فاروق حسنى مديرا لليونسكو، أتحدث.
فى هذه المعركة تضحى مصر بالغالى والنفيس من أجل فوز مرشحها، مع أن نتائجها معروفة سلفا.. فقد اتفقت مصر مع المغرب على أن تسحب الأخيرة السفيرة عزيزة بنانى مندوبتها لدى المنظمة... مقابل أن تسمح مصر بدخول النسخة المغربية من السيارة "رينو" الفرنسية الأصل بدون جمارك وفقا لاتفاقية أغادير.. كما دخلت الأجهزة المصرية فى مفاوضات صعبة مع الكثير من الدول العربية التى سعت لتقديم مرشحين مثل الأردن وسلطنة عُمان وغيرهما.. كل دولة باعت واشترت فينا من أجل أن تُعلن صوريا أنها توافق على تأييد المرشح المصرى.

وعندما جاء الدور على الدول الأوربية.. تلاعبت بنا الصديقة فرنسا.. فمرة تعلن حماسها للوزير المصرى، وأخرى تستجيب لحملات المعارضة وتتراجع.. أما أسبانيا وألمانيا وإيطاليا فمازال التردد يسيطر على مواقفها، وهناك من رفض صراحة المرشح المصرى ليس كرها فى مصر، ولا رفضا لشخص فاروق حسنى ولكن لأسباب أخرى "فنية" بعضها منطقى ومقبول.

وتلك هى الأسباب التى تدعونى لتوقع الفشل، أو بالأحرى اليقين من حدوثه:
1-لا يمر يوم دون أن تثار حول فاروق حسنى قصص وحكايات غريبة، منها ما يمكن مناقشتها، ومنها ما يُستحال الخوض فيها، مثل هذه الحكايات كانت خلفية لاسم الوزير منذ أن تولى وزارة الثقافة.
2-ارتباطه بفضائح مالية تورط فيها أقرب مساعديه وأدينوا بسرقة المال العام بعضهم داخل السجن حاليا.
3-إن عصر فاروق حسنى بعد حصر سرقات الآثار والمتاحف واللوحات النادرة يستحق توصيف أزهى عصور النهب.. وسرقة لوحات محمد على أحدث الشهود.
4-"المرشح "لم يؤلف كتابا واحدا وليس له إسهامات فى إسراء الحركة الثقافية اللهم بعض اللوحات التى لاقت جماهيرية ما بعد أن أصبح وزيرا.
5-أخطاؤه السياسية قاتلة.. أشهرها إعلانه فى البرلمان عن استعداده لحرق أى كتاب يهودى يثبت أن وزارته قامت بنشره!!
6-تردد الوزير ومداهنته لإسرائيل عندما أعلن مؤخرا عن رغبته فى زيارتها إذا كانت هذه الزيارة تضمن له استرضائها وكسب تأييدها للفوز بالمنصب.
7-عدم وجود مشروع حضارى للمرشح يقنع به الدول المؤثرة لتأييد ترشيحه.
8-صعوبة تجاهل الرفض الأمريكى لترشيحه، وبالتالى سيفقد ثلاثة أرباع تأييد دول العالم ونصف التأييد العربى.
9-فشله فى كسب تأييد الدول الأفريقية التى تعد الأضمن، مما يجعل إقناع دول أخرى بعيدة فى أمريكا اللاتينية - مثلا – مغامرة فاشلة.
10-عدم إجادته اللغة الإنجليزية، وتلك مشكلة كبيرة فهى اللغة الرسمية فى كل المؤسسات الدولية، ولن تشفع له - بالتأكيد -إجادته للإيطالية والفرنسية.
وبعد..
أخشى أن نستيقظ ذات صباح على خبر حصول مصر على صفر كبير فى معركة ترشيح فاروق حسنى مديرا لليونسكو، وبالطبع ستخرج تحليلات حكومية ترسمه كبطل شعبى خسر بسبب الصهيونية العالمية.. وربما يتم ترشيحه لمنصب عربى مكافأة له على الخسارة من جهة، ولجهوده فى تدمير الثقافة المصرية من جهة أخرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة