أن تقف فى الشارع وتهتف ضد الظلم، وترفع يدك للسماء داعيا بأن تزول عن مصر الغمة، وما يتبعها من فساد واحتكار وانتهاك لحقوق الوطن والمواطن.. تلك شجاعة لابد أن تفخر بها، وواجب لابد أن تستمتع بأدائه..
أن يرفع الآخرون راية الفشل أمامك، ويستهزئون بوقفتك وحيدا فى منتصف ميدان التحرير بصحبة علم مصر، ويسخرون من دعوتك لإضراب سلمى هدفه الطرق على أبواب السلطة وإخبارها أن الظلم قد جاوز مداه، والغضب الكامن فى صدور الناس يبحث عن مخرج.. تلك ندالة كان لابد أن تتوقعها من شخوص باعت نفسها للإحباط.. وأحيانا للسلطة!
فى 6 أبريل القادم انزل إلى الشارع واهتف ضد النظام، ضد الفساد، ضد الوجوه التى حكمت ماضينا، وتتحكم فى حاضرنا، وتسيطر على الطرق نحو مستقبلنا دون أن تتعب أو يشعر ضميرها بأدنى نوع من القلق..
فى 6 أبريل القادم انزل واحتفل بالعيد السنوى لانزعاج وارتعاش السلطة ومؤسساتها من شوية عيال أقلقوا منام الأجهزة الأمنية بماوس وكيبوورد.. انزل للشارع أو قم بنزع بلوزة المدام السودة التى تختزنها من أجل مشاوير العزاء وضعها على سور بلكونة بيتكم وإن لم يكن عندكم بلكونة ضعها فى الشباك، لا تغضب ولا تشتم رجال وزارة الداخلية.. فقط اسعد أولادك واشتر لهم 5 بالونات وانفخها ودعهم يكتبون عليها بألوان حصة الرسم «إضراب أبريل 2009»، أو اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، وبعد أن يزهقوا من اللعب.. أطلق سراح البلالين لتعانق سحاب السماء.. هذا هو الدعم الذى ينتظره منك 72 ألف شاب هم حجم أعضاء جروب إضراب أبريل على موقع «الفيس بوك» حتى لحظة كتابة هذه السطور.
لا تعطل حركة المرور رغم أنها معطلة أصلا، ولا تشتبك مع رجال الأمن.. فقط ارفع يدك عقب صلاتك وخاطب ربك حتى لو لم تكن تصلى، فهو لا يرد السائلين.. اطلب من السماء أن تستضيف من تشاء أنت من المسئولين، وادعوها أن تقسو عليهم بكل أنواع التعذيب.. هذا هو واجبك نحو 6 أبريل اختر الوسيلة التى تناسبك وشارك بها، حتى لو كان الإضراب نفسه كذبة كما يروج المروجون، فتلك هى مشكلتهم لا يحبون المغامرة ولا يركبون إلا فوق الجواد الرابح، يشاهدون من بعيد ما سيحدث انتظارا للقفز على الحدث فى الوقت المناسب، حتى أخلاق مشجع الدرجة التالتة لا تجدها فيهم، فى مباريات الأهلى والزمالك يهتف مشجعو الدرجة التالتة قبل الماتش بأسبوع، وينشرون فى هواء حياتهم أجواء التفاؤل التى يعيش فى أحضانها بعض من الخوف، بغض النظر عن النتيجة.
ربما يتمنى إضراب أبريل أن يكون له جمهور مثل جمهور الأهلى والزمالك يشجعه ويتمنى فوزه حتى ولو لم يذهب للمدرجات، يهتف له ويحرض ضد منافسيه دون أن ينتظر إحراز الهدف الأول أو الصفارة التى تعلن النتيجة النهائية، لا يتبرأ منه ولا يخشى رجال الأمن الذين يملأون الشوارع مثلما يملأون الاستاد.
ربما لا ينجح إضراب أبريل القادم، وربما يكون خطوة غير مدروسة لشباب أسكرتهم نشوة ذكرى ما حققوه فى أبريل من العام الماضى، وربما توجد أسباب علمية وأمنية لعدم النجاح المتوقع لإضراب أبريل2009 ولكن تبقى عدة أشياء مؤكدة، أولها أن العزيمة والإصرار لم تهزمها قسوة رجال المباحث على مدار عام كامل، وثانيها أن الدعوة للإضراب هذا العام عرفت طريقها الصح حينما تم توجيهها للفئات المهمشة بداية من سكان الدويقة.. حتى بدو سيناء، وثالثها أن النظام أصبح على يقين أنه مهما سيطر وأنفق على وسائل الإعلام، ومهما منح قانون الطوارئ من مسكنات تطيل عمره ستبقى الرغبة فى مواجهة الظلم أقوى من الظلم نفسه، أما آخرها أن أى شخص مهما كان، حتى ولو كان ديكتاتور الديكتاتوريين لن يفرح بتكرار تجربة تؤكد معاناة الناس وزهقهم، حتى ولو كانت تجربة ضعيفة وساذجة وكاذبة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة