إبراهيم أحمد عرفات

ملالى إيران.. والرقص على أنغام المقاومة

الثلاثاء، 03 مارس 2009 10:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام ليست قليلة، تلك التى مرت منذ صباح يوم الخميس الموافق 26 فبراير 2009، على الإعلان عن اتفاق مصالحة شامل، بين جميع الفصائل والحركات الفلسطينية، ولكن المشهد لم يكن مكتملاً بسبب أن الملالى فى إيران وحلفاءهم لم يبدون أية رد فعل، سلباً أو إيجاباً، وهو ما يثير جدلاً واسعاً، مغلفا بالعديد من الأسئلة حول موقف الجمهورية "الإسلامية".. ليس من القضية الفلسطينية فحسب، بل من المنطقة العربية برمتها.

إن المتابع لموقف إيران وتصريحات رئيسها أحمدى نجاد، خلال مجزرة غزة، يقول إنه سوف يهب للدفاع عن القضية بسلاح بلاده ومالها، ولكن اقتصرت مواقفه على الشعارات، والتنديد، بل واتهام دول عربية (من ضمنها مصر والسعودية ضمناً) بالتواطؤ فى هذه المجزرة. وهنا ثمة سؤال يفرض نفسه الآن: لماذا هب نجاد ومسئولوه بهذه التصريحات النارية؟

فى البداية، يجب التذكير بموقف إيران من الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً فى عهد بوش الابن، وهو ما يمكن الوقوف عليه من خلال تسريب إحدى الصحف الإيرانية فى عام 2007، لتصريحات محمد خاتمى فى أحد اجتماعات مجلس تشخيص مصلحة النظام، والذى انتقد فيه سياسات الرئيس نجاد قائلا: إن أمريكا ساعدت إيران فى القضاء على القاعدة وطالبان بأفغانستان، وأيضاً أسقطت نظام صدام حسين الذى كان يمثل تهديداً لبلاده، مشيراً إلى أنهم (أى الملالى) فوتوا فرصة تطبيع العلاقات مع أمريكا. ومما يؤكد صحة هذا التسريب، بل واستخدام إيران للقضية الفلسطينية فى المساومة مع واشنطن، ما صرح به خاتمى أيضاً فى عام 2008، مذكراً أمريكا بمساعدة بلاده لواشنطن فى الحرب على أفغانستان والعراق.

هذه الصورة ربما تدفعنا للقول بأن إيران لا تستطيع سوى الرقص على أنغام المقاومة، لتحقيق مصالحها، والتى تتمثل فى الحفاظ على شرعية ثورتها (المزعومة). والدليل على ذلك، استضافة نجاد (حامى حما المسلمين المزعوم) للسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسى فى حماس، يوم 2 فبراير 2009، وهنأه على "الانتصار"، ودعاه ليخطب وسط جموع الطلبة (الذين كما هو معلوم قوة انتخابية هائلة، وأداة لحماية الثورة)، وهنا قال مشعل لهم "سنحرر القدس سوياً"، مما أثار مشاعرهم، ورفع من أسهم نجاد وتياره المتشدد فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، الذى يواجه صعود التيار الإصلاحى بتوجهاته المعتدلة، نسبياً.

والسؤال الآن: لماذا لم تهدد طهران، على أقل تقدير، باستخدام القوة تجاه إسرائيل لوقف مجزرة غزة؟ مع العلم أن لديها قدرات صاروخية تصل إلى قلب تل أبيب.. وأيضاً لماذا تضخم أمريكا بين الحين والآخر، عبر وسائل إعلامها المختلفة، من قدرات إيران العسكرية؟

إن التسليح الإيرانى "الصاروخى على وجه الخصوص"، موجه للحفاظ على النظام الثورى فقط، وليس للدفاع عن أحد، وهو ما أثبتته الأيام والمواقف، فمن سوريا وضربها جوياً من إسرائيل فى سبتمبر 2007، وحتى مجزرة غزة فى ديسمبر 2008، لم يزد الموقف الإيرانى عن مجرد الكلام الفضفاض.

وبالنسبة لتضخيم الولايات المتحدة الأمريكية لقدرات إيران التسليحية، فيبدو أنها تهدف إلى ضمان بقاء القوات الأمريكية فى الخليج كمبرر لتواجدها بعد انتهاء خطر صدام حسين، ولا مانع أن تزيد من جرعة الخوف لدى الخليجيين، حتى تتكفل الدول المستضيفة لقواتها بتكاليف تواجد هذه القوات، تداركاً لتأثير الأزمة المالية العالمية على الوجود العسكرى الأمريكى فى الخارج.

وجهة النظر السابقة، تحاول أن نسقط الأقنعة المزيفة، التى تلهب مشاعر الشعوب العربية، وتوجهها بعيداً عن أهدافها الخاصة بالقضية الفلسطينية، وأيضاً بأحوالها الداخلية.
وأخيراً.. إن إيران ونظامها، تندرج ضمن المتاجرين فى الدم الفلسطينى، وإلا لماذا لم تؤيد أو تعارض المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية؟!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة