بالتحديد منذ المرحلة الإعدادية، اعتدت السهر خلال الفترة الدراسية لساعات متأخرة من صباح اليوم التالى لاستيعاب دروسى مع عدد من أصدقاء المنطقة، كنا نتقابل صباح اليوم التالى بعد السهر لنسير فى شوارع المنطقة لنستنشق هواء نظيفا قبل سطوع شمس الصباح، وازدياد حركة السيارات الملوثة لهواء المنطقة، كنا سعداء متحابين محمد عبد الحميد، ومجدى عبد المنعم، وخالد السيد، ومجدى رمزى، وكثيرين، كنا أخوة تجمعنا صداقة وحب أخوى.
مرت سنوات وسنوات تغَّير حال المصريين، وغزت مصر سحابة سوداء قاتمة ملأت سماءها كما غطت نفوس المصريين، وحولت فكرهم من التسامح والحب والوئام إلى الوهابية الشعبية المتطرفة، والأدهى أنها حولتهم عن صحيح الدين، وأصبح الدين شكلى فقط ليس له ثمار على أرض الواقع، وتغير مفهوم الدين من علاقة بين الله والإنسان إلى شكليات وفروض شكلية فقط، فعلى سبيل المثال كنت انتظر سماع المنادى لصلاة الفجر يومياً ليستيقظ الأخوة المسلمون "الصلاة خير من النوم.. الصلاة خير من النوم" كلما بعد صوت المنادى، أرى بيوتا أضاءت لأداء فروض الصلاة "الفجر" كنت معجبا بكلمة الصلاة خير من النوم لأن بها يستيقظ المسلم ليؤدى فرضا من الفروض الخمسة.
الصلاة خير من؟
تحدثت مع صديقى خالد ذات صباح مصرحا له بإعجابى ببدء المسلم يومه بالصلاة، مؤمنا أنها تساعده على السمو الروحى والنفسى لرفع الظلم والألم عن المواطنين، وتقبل باقى البشر المشاركين فى الوطن.
ومع مرور الزمن أصبحت وزارات وهيئات مصر بها مساجد وزوايا يؤدى معظم الموظفين صلاة الظهر والعصر والعشاء فى العمل إن أمكن، فتتعطل مصالح البشر وتضيع ثروات البلاد وينخفض الناتج القومى كل ذلك بسبب الصلاة، وكأن الشعار الصلاة خير من العمل، فلا اهتمام بمصالح البشر ولا اهتمام بآمال وآلام البشر ولا اهتمام بشخص مريض قادم من قرية بعيدة أو ريف ناءٍ، بسبب تفضيل الصلاة عن العمل!!.
وقت الله
الصلاة هى جلسة ووقفة فى حضرة الله ألا يجب على من يقف أمام الله أن يكون أميناً لا يسرق وقت المواطنين؟!! ألسنا نحن من ينادى بأن العمل عبادة؟!! أليس من الأفضل الصلاة فى أوقات بعيدة عن وقت العمل رحمة بالمواطنين وحباً وانتماءا للبلد؟!! أليس الأفضل أن نقدم لله من حلال وقتنا؟! أليس من الأفضل أن نطبق مقولة العمل عبادة؟!
هل يقبل الله تعطيل مصالح الناس بحجة أداء الصلاة حاضراً؟!!
يجب على المنادى أن يقول الصلاة خير من العمل!! و لا ندًّعى أن العمل عبادة!
ونعمل على تحويل وزارات وهيئات ومدارس مصر إلى مساجد وزوايا لزيادة الناتج القومى المصرى! ولزيادة التنكيل بالمواطن وأصحاب المصالح الغلابة.
أخيراً "الحقيقة دائما تؤلم من تعود على الأوهام"
ملحوظة: العمل الفعلى للموظف المصرى يومياً 27 دقيقة يومياً "إحصائية عالمية".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة