عصام زكريا

"المليونير المتشرد".. ياريتنى كنت هندى

الأربعاء، 04 مارس 2009 11:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين الهند ومصر تشابهات كثيرة بالرغم من أننا نسخر من الهنود مثل قولنا "أنت فاكرنى هندى؟!"، أى غبى، أو كردى فى تعبير عنصرى آخر، مع أن الهنود ليس لديهم تعبير يقول "أنت فاكرنى مصرى؟!" ومع أن الهند مثل كل بلاد العالم، باستثناء بعض الأشقاء حولنا، سبقتنا سياسيا وصناعيا وحضاريا، لكنها لا تزال تعانى من بعض أمراض التخلف مثل الزيادة السكانية والفقر اللذين تعانى منهما الأغلبية والتقاليد الرجعية والتعصب الدينى.

ومن التشابهات بيننا وبين الهند أننا خضعنا لاستعمار الإنجليز لعقود طويلة، ولكن الهنود على الأقل تعلموا اللغة الإنجليزية ولا يزالون يجيدونها بينما نحن نسينا الإنجليزية والعربية.

وستسألنى لماذا أخوض فى سمعة مصر وسيرة الهند الآن، وسأقول لك إننى شاهدت فيلم "كلب العشوائيات المليونير" الفائز بثمانى جوائز أوسكار هذا العام، والذى تدور أحداثه بالكامل فى الهند، وكنت أتساءل طوال الوقت هل كان يمكن تصوير مثل هذا الفيلم فى مصر، وما الذى كان يمكن أن يحدث ساعتها؟

الفيلم قام بإخراجه رجل إنجليزى، هو المخرج الكبير دانى بويل، لم يترك سلبية واحدة لم يتناولها، من ذبح المسلمين على يد الهندوس إلى عصابات الشوارع التى تنتهك الأطفال إلى الشرطة التى تنتهك الأطفال والكبار...إلخ.

وقد أثار الفيلم غضب الكثيرين فى الهند من أعضاء البرلمان والسياسيين إلى سكان الأحياء العشوائية الذين يصور حياتهم، وحتى عنوان الفيلم "كلب العشوائيات" أثار اعتراضهم مع أنه مصطلح إنجليزى يشير إلى بؤساء الأحياء الفقيرة جدا، ولذلك لم أترجمها بـ"المتشرد" كما فعل عمنا الناقد كمال العمرى، لأنه لا يجب ترجمة المصطلحات بكلمات مختلفة.

وبالرغم من هذه الاعتراضات كلها فإن الفيلم سمح بتصويره فى الهند كما سمحت الحكومة بتوزيعه، وهو يعرض بنجاح فى كل أنحاء الهند رغم أنف المعترضين... وكما هو الحال دائما فإن المخرج وصناع الفيلم لم يكن هدفهم أبدا تشويه سمعة الهند، ولكن التعبير عن حبهم لها بطريقتهم، أى بالنقد والإبداع...أقول ذلك وأنا أشك فى أن أحدا فى مصر يقبل أن يأتى دانى بويل ليصنع فيلما عن عشوائيات "اسطبل عنتر" ومن المؤكد أنه سيقول لمخرجه: "اصحى...أنت فاكرنى هندى؟!"





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة