حمدى الحسينى

القاضى ..أوكامبو!!

الخميس، 05 مارس 2009 11:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيناريوهات مظلمة تنتظر السودان الشقيق، أبسطها يحمل مخاطر تفوق فى قسوتها كل ما واجهه هذا البلد منذ الاستقلال سنة 1956.. فالرئيس الشرعى للبلاد مطلوب دوليا بناء على مذكرة توقيف تفرض على الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة الالتزام بها والتعاون فى مهمة تنفيذها.

القرار لم يفاجئ الشعب السودانى ولا البشير نفسه، لكنه بدا كالصاعقة للاثنين.. السودان مشغول بطرح تساؤلات حول كيفية تعامله مع القرار، خاصة أنه الأول من نوعه الذى يصدر بحق رئيس دولة عربى مازال على رأس السلطة؟

عدم استخدام كل من روسيا والصين - حليفى السودان - الفيتو فى مجلس الأمن ضد القرار أغلق الباب أمام فرص وقف تنفيذه أو إلغائه وفقا لنص المادة 16 التى تسمح بتجميد تنفيذ قراراتها إذا رأى المجلس أنه يترتب عليها تهديد للأمن والسلم العالميين.

هذا الوضع المعقد يضاعف من ضبابية المستقبل ..على أن الأهم الآن هو ماذا سيفعل البشير وإدارته مع القرار فى الفترة القادمة؟
1 ـ فى حالة رفض القرار أو الاستمرار فى تجاهله على أساس أن استراتيجية حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى التعامل مع المحكمة، أى أن الرئيس سيفرض على نفسه عزلة ولن يتمكن من مغادرة حدود بلاده، بصرف النظر عما أعلنته الخارجية السودانية من مشاركته فى القمة العربية التى تستعد قطر لاستضافتها قريبا.

2ـ أن يرفض الجيش السودانى فكرة الاستمرار فى عناد المجتمع الدولى وما يترتب عليه من تعرض الأمن القومى السودانى للخطر، فيقوم بحركة انقلابية مفاجئة يستولى خلالها على السلطة ويعتقل البشير.
فى هذه الحالة يتم الاتفاق على إنشاء محكمة وطنية مستقلة لمحاكمة المتهمين فى جرائم دارفور على أرض الإقليم نفسه.

3ـأن تتسلل قوة دولية بالتعاون مع متمردى دارفور من "تشاد" التى تعد الداعم الرئيسى لمتمردى دارفور ..هذه القوة يمكن أن تصل للخرطوم وتعتقل البشير وتكرار محاولة حركة العدل والمساواة التى قامت بها العام الماضى ووصلت مدينة أم درمان واقتربت من القصر الجمهورى .
4ـأن يتم اختطاف طائرة الرئيس البشير أثناء تنقلاته خاصة إذا ظل يتبنى مبدأ عدم الاكتراث بقرار المحكمة بالصورة العصبية التى تابعناها بعد صدوره مباشرة .

وربما يكون السؤال البديهى :
هل تضطر دول عربية أن تساعد فى تسليمه ...ثم من هو الحاكم العربى التالى الذى سيمثل أمام القاضى أوكامبو؟

عموما .. ربما يكون الشىء الإيجابى الوحيد فى قرار اعتقال البشير وتداعياته أيا كانت، هو أن التجربة السودانية ستكون "مرشدا" لبقية الشعوب العربية التى ينتظر حكامها "مصير البشير".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة