من فضلك أجب عن الأسئلة التالية..
هل تخشى المنقبات وأصحاب اللحى الطويلة والجلابيب القصيرة؟، هل تشعر بالخوف ممن يطل «سواكه» شاهرا من الجيب الأعلى لجلبابه؟ هل تنزعج من الأخ الذى يأتى صوته من آخر الميكروباص ليسمعك بالعافية سورة البقرة كاملة بغض النظر عن مدى قبولك للأمر من عدمه؟ هل جرؤت يوما أن تعترض على صوته المرتفع أو ترتيله السيئ للقرآن؟.. طيب هل أبديت عدم استحسانك لواحد من أصحاب اللحى الطويلة التى تأخذ كل شعرة فيها اتجاها مخالفا للأخرى، مع وجود بعض الشوائب العالقة بأطراف كل شعرة مخالفة، كمثال حى على إهمال المسلم وقلة نظافته؟ هل سألت أحدهم يوما حتى ولو كان صديقك لماذا لا يزيل شعرات لحيته غير المهذبة الخارجة عن الإطار المعمارى لوجهه، كما تزيل إدارة الحى المناظر المؤذية للعين أو غير المطابقة للرسم الهندسى المتعارف عليه؟.
هل ظبط نفسك فى يوم ما، متلبسا بالدفاع عن واحد من هؤلاء، أو حقهم فى اختيار ما يناسبهم من ملبس اعتمادا على مبدأ الحرية الشخصية الذى ترفعه لحماية تصرفاتك أيا كان نوعها، أم أنك طوال الوقت تبدى تخوفك من صاحبة النقاب، ورعبك من صاحب اللحية والجلباب؟، ثم تعال هنا وأخبرنى، لماذا تهرب من المساجد التى يسيطر عليها أصحاب اللحى الطويلة، وتغمرها النساء المنقبات.. أتخشى من النصيحة، أم منهم، أم من الإطالة فى الصلاة والخطبة؟
الأسئلة السابقة لا ترغب فى الحصول على إجابات معلنة، لذلك يمكنك أن تحتفظ بها لنفسك، ضمانا لشرط الصراحة وصدق الإجابة، أما عن علاقة ما سبق بتفجيرات الحسين، يمكنك التفتيش فى الصحف والفضائيات وبيانات الحكومة، لتكتشف ذلك بسهولة.. الدولة بمثقفيها وصحفها وشعبها، جاءت بشماعة المد السلفى، وعلقت عليها فشلها الأمنى فى حماية أهم المناطق السياحية فى مصر، دون أن تضع بين أيدينا صباع سواك واحدا، أو قطعة ذقن محترقة، كدليل على هذا الاتهام.
لا أعرف لماذا استبعدت الحكومة كل طوائف الشعب من أجندة المشتبه فيهم ووضعت أصحاب اللحى والجلابيب البيضاء بمفردهم على رأس القائمة وذيلها أيضا؟، لا أعرف لماذا استبعدت الحكومة أبناء الدويقة وقلعة الكبش والعشوائيات، والشباب العاطل المحبط الذى يتسلى الضباط بتعذيبه فى الأقسام، كلما لم يجدوا متهما يلبسونه قضية معقدة، لا أعرف السر وراء اختفاء الملايين من أجندة المشتبه فيهم، تعلم الدولة جيدا أنهم يسعون للانتقام منها فى صور مختلفة، تبدأ بالرشوة والإهمال فى العمل والفساد.. وطبيعى جدا طبقا لما أخبرنا به علم النفس، أن تتطور لتنتهى بالتفجير والعنف.
لست وهابيا أو سلفيا ولا أدافع عن أحد، و أخشى من التطرف مثلك تماما، وأعلم أن بعضا ممن يستهويهم رفع شعار السلف الصالح، يعودون بنا مئات السنين للوراء، ولكننى أخشى الظلم وتوابعه، أخشى من صنع طائفة جديدة معزولة عن الناس- راجع إجاباتك على الأسئلة لتتأكد من مشاركتك فى مسألة العزل هذه- أخاف من صناعة طائفة منبوذة تتعامل معها الأوراق الرسمية بحذر، ويتعامل معها الشارع برعب، فتتحول تلقائيا من وحش صنعناه فى عقولنا إلى وحش يسيطر على الشارع، ومثلما كنا نسعى لإجباره على خلع نقابه، وجلبابه، وإزالة لحيته.. يخيرنا هو ما بين الموت، أو جلبابه ونقابه ولحيته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة