أحمد غانم

مولانا قلادة .. أسوق عليك النبى تبعد عن صلاتنا!

الأحد، 12 أبريل 2009 10:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"سكتناله دخل بحماره" مثلٌ شعبى يُضرب لمن يطمِّعه اللين فيتعدى طوره، أى سكتنا على دخوله وقبوله بيتنا فإذا به يُدخل حماره والبردعة ويجلس ويتربع. مولانا فضيلة الشيخ مدحت قلادة أحد الأئمة الرواتب على موقع اليوم السابع وعضو مؤسس بحزب "خالف تعرف" ورافع شعار "شعللها شعللها ولعها ولعها"، فضيلته بدافع الوحدة الوطنية، ومن باب أن كلنا أخوة فى "بعضينا" أفتى لإخوانه من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، أنه لا مانع من أن نصلى الفجر فى ميقاته حاضراً فى المسجد لأنه خارج أوقات العمل، لكن حبذا يا جماعة لو نجمع باقى الصلوات ظهراً وعصراً ومغرباً وعشاء مرة واحدة فى البيت قبل ما ننام، والقصر جائز أحياناً حتى لا نهدر وقت العمل هباء منثورا!

طبعًا من حق أخونا مدحت كمصرى وقبطى له فى هذا البلد مثلنا تماماً إن لم يكن أكثر أن يتحدث عن أى شأن عام أو خاص، لكن ما لا يمكن قبوله على الإطلاق إن مدحت أفندى يحشر نفسه فى كل صغيرة وكبيرة تخص ديننا كمسلمين، ويسمح لنفسه أن يقول لى متى أصلى وكيف أصلى، فهذا شأن عبادى بحت يخص المسلمين وحدهم، وإذا كان ليس من حقى كمسلم أن أتدخل فى طريقة أو مواقيت أداء المسيحى أو اليهودى أو حتى البوذى لعباداته من منطلق "لكم دينكم ولى دين"، فإن قلادة ليس من حقه أن يدس منخاره فى أخص خصوصياتنا العبادية والعقائدية كمسلمين.

مدحت أفندى يبرر مناشدته لإخوانه المسلمين تركَ الصلاة فى مكان العمل حتى لا نعطل مصالح البلاد والعباد من خلق الله الغلابة، وطبعاً مدحت باشا دعَّم كلامه بالأرقام والإحصاءات "العمل الفعلى للموظف المصرى يومياً 27 دقيقة يومياً ـ إحصائية عالمية"، وكله بسبب الصلاة!! وكأن الدقائق العشر التى يقف فيها الموظف بين يدى ربه وخالقه هى سبب نكسة 67 وضياع ثروات البلاد وانخفاض الناتج القومى وانهيار البورصة وصفر المونديال وفساد المحليات وسلق القوانين وتزوير الانتخابات والتعذيب فى أقسام الشرطة وطلاق خالتى أم أحمد من عم أبو إسماعيل، كل ذلك بسبب الصلاة!!

أخ مدحت أنت علمانى أنت حر، ملكش فى الدين ميضرش، تصلى متصليش دى قصتك، تدخل الكنيسة يوم الأحد يوم الجمعة متعتِّبهاش خالص "ميخصناش"، لكن تتجرأ وتمد يدك على ثابت من ثوابتنا وفرض من فرائضنا وركن من أركان ديننا وعمود من أعمدة عقيدتنا وصلتنا بربنا، فاسمح لى أن أتهمك بالتطرف وإرهابى كمسلم.

لا أخفيك القول بأن الشيطان وزّنى وعقلى هفّنى أجرى على قسم المطرية أحرر لك محضراً بتهمة التحرش بدينى وعقيدتي، وطبعاً العملية مش ناقصة والبلد على كف عفريت كما تعلم، والفتنة الطائفية بتتلزق ومنتظرة أى شرارة تولعها، فروّق يا مولانا ولِم الدور، وأسوق عليك سيدنا النبى تبعد عننا اليومين دول وعن صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وحجابنا، وأن تتركنا وشأننا لأن روحنا فى مناخيرنا واكتب يا عم الحاج فى أى حاجة بعيدة عن الدين، ولو العملية مُلحة بالنسبة لك قوى وهتصاب بنزلة برد وزكام لو لم تكتب فى المناطق الحساسة وتتعدى الخطوط الحمرا، فعندك الساحة مليانة؛ سِب فى الإخوان والعن فى الجماعات واكفر بالنظام والحكومة والأحزاب، كل هذا عادى، لكن تضيق بك الدنيا وتحط همك فى الصلاة وتعتبرها شكليات وتطلب منى أن أعبد الله على مزاجك، فهذا تجاوز غير مقبول، ودخول لمناطق يحرم عليك الولوج إليها ولو ببنت شفة.

أخ مدحت أنت تدرك تماماً أن الشعب المصرى متدين بالفطرة، وبمجرد ما أحد ينادى فى الشارع ويقول "امسك حرامي"، الكل يقوم بالواجب وألف مين يجامل، وياكل علقة لم يأكلها حرامى فى سوق الخميس، فما بالك لو حد قال "امسك متحرش بدينكم ينهاكم عن الصلاة فى وقت ومكان العمل منعاً للعطلة"، وكأن الشغل مقطع بعضه! يا عم مدحت ألست معى أنها حجة البليد، وحبذا لو تتعب نفسك حبة وتبحث عن الأسباب الحقيقية لتخلفنا، مش هُب تلزقها فى الصلاة وتخلع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة