حمدى الحسينى

الدور عليك يا رجب!

الإثنين، 13 أبريل 2009 06:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض كُتاب الصحف الحكومية وجهوا سهامهم إلى صدر رئيس الوزراء التركى "المنتخب" رجب طيب أردوغان، هذه السهام جاءت فى إطار حملات منظمة استهدفت العديد من ساسة المنطقة الذين يتبنون سياسة تخالف توجهات سياسة مصر الحالية.

أردوغان تصدر قائمة تضم الرئيس الإيرانى، أمير قطر، الرئيس السورى، والرئيس السودانى، وغيرهم، الجميع أصابتهم تلك السهام الصحفية الطائشة، بعد أن صار انتقاد بعض القادة العرب ساحة للمزايدة وموضة انتشرت كالسرطان بالعديد من صحف الحكومة فى الفترة الأخيرة، إذا كان انتقاد الرئيس الإيرانى مفهوماً باعتباره "شيعى" يحلم بإحياء الأمة "الفارسية"، ويخفى أطماع بلاده فى ثروات الخليج، فإن انتقاد رئيس الوزراء التركى بهذه الضراوة أمر غير مفهوم باعتباره سنياً، لم تتضح أطماعه فى الثروات العربية، يبدو أن أردوغان جاء دوره للسقوط فى شباك الآلة الصحفية "الموجهة"، محركو هذه الآلة اتخذوا من الغيرة على الإسلام ذريعة لتبرير نقدهم اللاذع لرئيس الوزراء التركى بزعم موافقة بلاده على تولى "أندرس راسموسن" سكرتير عام حلف شمال الأطلنطى، راسموسن متهم بالتقاعس عن التصدى للصحف التى نشرت الرسوم "المسيئة" للرسول الكريم "ص" أثناء توليه رئاسة وزراء الدانمارك مطلع 2006، بمجرد اختيار سكرتير الناتو الجديد ظهرت عدد من التحليلات بعضها اعتبر موافقة أردوغان على تعبين راسموسن "خيانة".

بصرف النظر عن حق تركيا ورئيس وزرائها فى اللجوء إلى الأسلوب الذى تراه يحقق مصالحها، فإن الهجوم غير المبرر الذى استهدف شخص أردوغان كان مثيراً للدهشة، فالعرب ليسوا أعضاء فى الناتو ولم يسبق لهم الاهتمام بشخص من يتولى منصب سكرتيره العام!!.

عوامل كثيرة كانت الدافع وراء الهجوم المفاجئ على رئيس وزراء تركيا أهمها "الشوشرة" على النجاح الذى حققته زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تركيا بعد اختيارها منبراً ألقى من فوقه رسالته التصالحية "المدهشة" بين الغرب والإسلام.

السؤال ما ذنب رئيس وزراء تركيا إذن فى أن الرئيس الأمريكى اختار بلاده من بين كافة الدول الإسلامية الممتدة من إندونيسيا إلى المغرب؟

اللافت أن أصحاب هذه التحليلات "المبتورة" يتصورون أنهم بذلك يخدمون الموقف الرسمى، لكن الواقع أن هؤلاء بسلوكهم هذا يسيئون للمصالح العليا لمصر على المدى البعيد، تلك المصالح التى تقوم على التوازن والتعاون مع كافة الدول الإقليمية، لاسيما تركيا وإيران، حتى لو طفت على السطح بعض الخلافات الطارئة التى تعكر صفو التفاهم معها، ليس من المصلحة القومية استعداء تلك القوى على طول الخط أو إشعال الفتن والخصومات معها بدون مبرر، ليس من الفطنة أيضاً إنكار الدور التركى المتصاعد فى عهد حكومة حزب العدالة والتنمية ذى التوجهات الإسلامية المعتدلة، هذا الدور الذى جعل من تركيا نموذجاً أثار إعجاب الغرب والولايات المتحدة.

لماذا لا يلعب كتاب الصحف الحكومية دوراً أكثر إيجابياً فى الدفع بمؤسسات الدولة نحو الاتجاه الصحيح والعمل على إعادة التوازن المفقود فى العلاقة مع القوى الإقليمية المحيطة بنا، بل السعى إلى تشجيع كافة الجهود الرامية لتطوير التفاهم معها بدلاً من التحريض على العداء والصدام بها؟ لا أعرف ماذا يريد هؤلاء الكتاب بالضبط هل يرغبون بأن تعيش مصر محصورة داخل قمقم وتبقى فى حالة عداء مستمر فى محيطها الإقليمى؟

ليست صدفة أن نفس الكتاب الذين وجهوا سهام النقد إلى أردوغان بسبب "راسموسن" هم أيضاً الذين سبق وهاجموا انسحابه من مؤتمر "دافوس"، احتجاجاً على كلمة رئيس إسرائيل القاتل شيمون بيريز التى "أساء" فيها للعرب والفلسطينيين، هؤلاء هم الذين وصفوا انسحاب أردوغان فى حينها بالتمثيلية الهزلية!!

أتصور أن دور الكتاب الوطنيين يجب أن يبتعد عن افتعال الأزمات ويتجنب إشعال الفتن بين الشعوب، فإذا كان البعض يتبرع كل يوم بالنفخ فى نار الفتنة بين العرب وإيران، فهل ينجح هؤلاء فى زرع الفتن بين العرب والأتراك أيضاً!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة