أهل الليبرالية لديهم أسلحة فتاكة، لا تخطئ الهدف أبداً.. تصيب فى سويداء السمعة، ورغم ادعاءات الحرية المطلقة، والديمقراطية الطازجة القادمة من مزارع رأسمالية رعاة البقر.. التهمة المعلبة وسابقة التجهيز تأتى تلميحاً وتصريحاً لكل من يخالفهم الرأى بأنه «مباحث».
والحق أن اتهامات العمالة للمباحث، كانت من سنن الشيوعيين فى حربهم ضد كل عضو جديد.. وعليه أن يخضع لاختبارات كشف الكذب.. حتى يطمئن إليه الرفاق.. وللحق لم يمنع حذر واختبارات الشيوعيين الأمن يوما من اختراق تنظيماتهم العنقودية.. وفشل أيضاً نفس الأسلوب مع الجماعات الإسلامية، ونجح الأمن فى تجنيد أكثر أعضائها تشدداً..
الدكتور سعد الدين إبراهيم كتب فى «المصرى اليوم»، يتهم قارئا أرسل تعليقا على مقاله السابق.. القارئ قال للدكتور أنه يراه فاقدا للشعبية بين المواطنين وقليل الثقافة.
وبمطالعة رأى القارئ.. ورد الدكتور، اكتشفت ضيق صدر الدكتور سعد بالنقد.. رغم أنه أستاذ فى علم الاجتماع.. وهو ما يستوجب منه استيعاب الآخر وتحليل أسباب ما يقولة قارئ للدكتور.. لكن الدكتور سعد انبرى يلمح ويصرح متهما القارئ بأنه «مباحث»، وأن الأجهزة الأمنية جندته ليرد على الدكتور الذى تباهى بأنه كتب خمسة آلاف مقال فى الصحافة.. وأن المكتبة العربية استقبلت من نتاج عقله، أكثر من أربعين كتاباً.. ولا أحد من المتخصصين ينكر قدرات الدكتور فى علم الاجتماع.. ولكن الدور السياسى له كان مثار انتقادات كثيرين، أبرزهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى اختار سعد الدين إبراهيم ناطقاً باسم اتحاد الطلاب العرب فى أمريكا.. ولكن عبدالناصر انقلب على سعد.. وقرر إسقاط الجنسية المصرية عنه دون كشف الأسباب.. حتى ردها إليه الرئيس السادات.. والطريف أن رأى القارئ عميل المباحث كما يتهمه الدكتور، لم يختلف كثيرا عن رأى جمال عبدالناصر..
الغريب فى أمر الدكتور أنه أكثر تأثيراً على الرأى العام الأمريكى عنه فى مصر، فهو الذى استطاع التأثير على أعضاء الكونجرس لتخفيض «الملعونة» المعونة لمصر.. ولم يفلح مرة واحدة فى التأثير على معارض واحد فى برلمان بلده، لمساءلة الحكومة عما يراه اضطهادا لشخصه.. الذى أثبت أنه أكثر تأثيراً على إدارة بوش ،وقبولها فوراً لنصيحته باستقبال جميلة إسماعيل فى أيام قليلة.. وهى المقابلة التى سببت شرخاً فى العلاقة بين نور وجميلة..
كنت أتوقع أن يخصص الدكتور مقاله الأسبوعى فى «المصرى اليوم» لمناقشة قضية تستحق، عوضا عن الكتابة تحت تأثير الغضب الشديد، ضد قارئ لا يعرف عنه شيئا، واتهمه أنه عميل للمباحث.. وربما طالنى الاتهام أيضاً..
لو أنا مكان الدكتور، لكتبت معتذراً للقارئ عن سوء الظن، وسرعة القذف التى يتميز بها قلم الدكتور، وأمثاله من الجيل القديم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة