جمال الشناوى

سيدى الرئيس.. لا تذهب

الخميس، 02 أبريل 2009 10:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمريكا ربما تكون أرض الأحلام لباحث عن فرصة عمل أو دارس يلهث خلف معامل متطورة.. أو كاره للحياة المملة فى دول العالم الثالث.. لكنها أبدا لن تكون أرض الأحلام للرئيس مبارك.. بل هى أرض الأشواك.. التى تبرع فى زراعتها الإدارات الأمريكية فى طريق كل رئيس مصرى.. منذ عبدالناصر ومرورا بالسادات وحتى الرئيس مبارك.. إدارات برعت فى الابتزاز السياسى لمصر والعرب فى حين تقف كفأر مذعور أمام دول أخرى فى المنطقة.. فتجربة الأمريكان مع الإيرانيين مريرة.. ورئيسهم القادم من الأحراش يرسل عبارات الغزل.. للشعب الإيرانى فى عيد النيروز.. وكان رد آيات الله باهتا يشترط الأفعال لا الأقوال.. الشلل الأمريكى أمام العناد الإيرانى والإصرار على مواصلة مسيرتها فى برنامج نووى طموح.. حتى أنجزته تقريبا.

التجربة المصرية مع الأمريكان تحمل من المرارة ما يجعلنا أن نطلب من الرئيس أن يعيد دراسة جدوى تلك الزيارة إلى أمريكا.. ولنحسبها ببساطة بعيدا عن تعقيدات خبراء مطابخ السياسة.. الكونجرس قرر خفض تدريجى للمعونات دون حتى استشارة مصر.. وأوباما مازال يتجاهل ملف العلاقات المصرية ولا يتحدث علنا ولا حتى سرا عن المصريين بنفس لغة الغزل التى يداعب بها الإيرانيين.. الأمريكان ومنذ ست سنوات يماطلون فى توقيع اتفاق التجارة الحرة مع مصر الدولة العربية الأكبر.. رغم التوقيع مع دول أصغر حجما ونفوذا واقتصادا، وهى الاتفاقية التى كانت ستسمح للبضائع المصرية بدخول أسواق العم سام دون فرض جمارك عليها.

أمريكا التى قدمت معونات اقتصادية لمصر طوال سنوات ما بعد المعاهدة.. تلك المعونات كانت تعود إلى بنوكها مرة أخرى عبر شركاتها المنتشرة فى مصر والمنفذة لأغلب مشروعات المعونة التى تزايد نفوذها فى صعيد مصر قبل شمالها.. المعونة التى سمحت لسفراء واشنطن بالقاهرة بالتدخل فى شئوننا الداخلية.

التربص الأمريكى بمصر يبدو واضحا عبر تقارير الخارجية السنوية التى تستقى معلوماتها من مصادر فى كثير من الأحيان تكون غير موثوقة ولا تكلف نفسها أو حتى أحد مريديها بالتحقق منها.. الإدراة الأمريكية تسعى للتهويل ضد النظام.. ليس دفاعا عن حقوق الإنسان ولكن لحماية المصالح الأمريكية.. الملف ممتلئ ودروس التاريخ تضىء لنا طريق الزيارة المرتقبة التى أتمنى من الرئيس مبارك إلغاءها.. وأن يكلف الرئيس أحد أصغر موظفى الخارجية بالإعلان عن الإلغاء، وقتها فقط سيفهم أوباما وإدارته.. أن مصر ليست أقل من إيران.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة