نحن لا ننسى نوعين من البشر..الأبطال والمجرمين، نتذكر الأبطال ونحكى تفاصيل قصتهم ونترحم على أيامهم وأخلاقهم مثلما فعلنا مع الضابط الشهيد محمد المتناوى الذى لقى مصرعه وهو يحاول إنقاذ فتاة من الاغتصاب، أما المجرمون فذكراهم تستدعى لمزاجنا القرف ولبطوننا رغبة فى «القىء» ولأفواهنا حالة من البصاق واستجداء اللعنات من السماء مثلما هو الحال مع السيد الذى حكمت المحكمة بإجرامه «إسلام نبيه» بطل الشر فى الكليب الشهير، انتهاك عرض عماد الكبير.
بكل سلاسة وسهولة وليونة خرج إسلام نبيه من السجن بعد قضاء ثلاثة أرباع المدة وكأنه كان متهما فى قضية سرقة علبة مناديل أو سير عكس اتجاه، وكأن جريمة انتهاك عرض رجل وتعذيبه لا تستحق مضاعفة السنوات الثلاثة التى حكم بها القاضى لتنقية المجتمع من المجرمين أمثاله.
من المؤكد أن إسلام نبيه لم يشعر بطعم السجن الحقيقى، لأنه ليس من الغلابة الذين كانوا ترسم خطوط التعذيب على جلودهم لمجرد الاشتباه فى سرقة أحدهم حبل غسيل، من المؤكد أن السيد نبيه قضى ثلاثة أرباع مدته يحكى بثقة لزملائه فى السجن عن غزوته الشهيرة لفتحة شرج عماد الكبير، وعن حلاوة مشاهدة تأوهات الرجال حينما تنتهك أعراضهم، من المؤكد أنه أخبرهم باستحقاقه وسام العصاية الذهبية تقديرا لتفانيه فى خدمة وزارة الداخلية..
نظرة الثقة وابتسامة اللامبالاة التى كانت تعلو وجه إسلام نبيه أثناء محاكمته توحى بذلك، وتؤكد أنه كان يستعد لنزهة فى سجون الداخلية، وإجازة تعفيه من هم النوبتجية وسهر الأقسام، نظرته الساخرة للكاميرات وهو فى القفص كانت توحى بأن ضميره المجرم لم يقلق ولم يصاب بوجع ما فعله فى عماد الكبير وأنه على استعداد لانتهاك عرض من هو أكبر من عماد الكبير.
الأنباء الواردة عن عودته للعمل تبرر نظراته الواثقة قبل دخوله السجن رغم أن الداخلية تنفى ذلك وتؤكد أن إسلام نبيه مازال موقوفا عن العمل، ولكن هل يعنى ذلك أن إمكانية عودة إسلام نبيه لارتداء زى الشرطة قائمة؟، هل يعنى ذلك أنه حينما يأتى 25 يناير القادم سنحتفل بالمجرم إسلام نبيه ضمن احتفالاتنا بذكرى شهداء الإسماعيلية الأبطال ومن مثلهم من رجال الداخلية؟ هل يعنى ذلك أن كل مواطن مصرى أصبح مطالبا بالتأمين على مؤخرته لأن وزارة الداخلية قد تقرر فى لحظة ما عودة الباشا إسلام نبيه لاستخدام العصا فى انتزاع الاعترافات؟ هل يعنى ذلك أن الوزارة المكلفة بحمايتنا تتكفل بحماية المجرمين ورد السجون والإنفاق عليهم من ميزانية الدولة فى الوقت الذى يرفض فيه عم عبده البقال توظيف ابن أخيه لأنه قضى أربعة أيام على ذمة التحقيق فى قضية تحرش خوفا على سمعة دكانة البقالة؟..
ألا يخاف السيد حبيب العادلى على وزارته مثلما يخاف عم عبده البقال على دكانه؟
السيد حبيب العادلى مطالب بأن يجيب عن الأسئلة السابقة، قيادات وزارة الداخلية فى حاجة إلى إصدار بيان صريح وواضح يؤكدون فيه أن الوزارة ليست مأوى للمجرمين ورد السجون، خاصة أن خطأ الباشا إسلام نبيه لم يكن إداريا أو تم بغير قصد وتعمد.
أما إسلام نبيه، فبعد الكفارة وزفة حسب الله والذى منه، تبقى حقيقة واضحة وطعمها زى العلقم فى نفس الوقت ياباشا.. إذا كانت أيام السجن قد ولت، تبقى أيام الحساب قادمة، وتبقى أمامك خمس وصلات من العذاب اليومى.. هذا إن كنت قد قررت أن ترفع يدك للسماء مع كل صلاة طلبا للرحمة والمغفرة.. أو وصلة عذاب واحدة، أعلم أن من هو مثلك لن يفعلها.. أن تذهب وتحب على يد عماد الكبير وتطلب منه السماح قبل أن يطلب هو من الله القصاص!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة