لم أتوقع كل هذا الجدل حول ما أثرته فى الأسبوع الماضى حول موضوع «طحالب اللبن» الذى يقدمه البعض مجانا لعلاج حاملى فيروس «سى»، وذلك بالاتصال بقائمة الأسماء الموجودة على مدونة دكتور عبدالقيوم التى تتبنى العلاج، وتقوم هذه الأسماء بتوصيل الطحلب إلى المريض مجانا ابتغاء لوجه الله، (راجع التعليقات على الموقع الإلكترونى لليوم السابع).
تعاملت معى تعليقات عشرات القراء كمن ارتكب خطيئة كبرى لمجرد إثارة الموضوع، وتحذيرى من أنه يتم بعيدا عن وزارة الصحة فى وقت نشطت فيه صيحات الوصفات الشعبية وغيرها دون سند علمى لعلاج هذا المرض الذى ينهش أجساد المصريين، ورغم وصفى لمن يقومون بتوزيع العلاج بأنهم حسنو النية، فإن بعض التعليقات أوحت لى بأننى دخلت عش الدبابير خاصة مع طلبها لى بالصمت وترك المريض وحاله ليعالج نفسه كيفما شاء، ورغم تقديرى لأحوال المرضى الذين يتعلقون بأمل الشفاء ولو كان ذلك عبر التمسك بأى قشة، فإن هذا لا يمنع من التنبيه بأن تناول أى دواء يخضع لأصول علمية لابد من عدم الابتعاد عنها، والذين ضربوا عرض الحائط بها دفعوا الثمن.
صححت التعليقات لى معلومة أن الدكتور عبدالقيوم صاحب المدونة التى تتبنى العلاج بطحالب اللبن هو مصرى وليس سعوديا، وأنه أسس جامعة طبية فى السعودية، ويدير حاليا مركزا للبحوث الطبية، وزادت التعليقات فى قولها على لسان د.فارس، بأن الدكتور عبدالقيوم من العلماء القلائل الذين يجب أن تفتخر بهم مصر بدلا من أن تلفظهم، فالرجل له مكانة عالمية وبحوث منشورة واختراعات فى مجال علوم المناعة والميكروبولوجى، و أوضح تعليق أن ملتقى الصيادلة العرب هو الذى يتبنى هذا العلاج الذى اكتشفه طبيب اسمه الدكتور عبد الغنى الشهير بـ«أبوكبير»، وأن الدكتور عبدالقيوم تبنى الفكرة بحثيا عندما اقتنع بها، وأن سيدة تدعى قمريا تشرف على ذلك وتقدم الدعم القوى له.
المدعوة «قمريا» من جانبها وصفتنى «ساخرة» فى تعليقها بالكاتب العبقرى، لكنها اتهمتنى متساءلة: «يا ريت تعرفنا خدت كم علشان تتاجر بدم الناس وتكتب المقال ده؟» وتطوعت قمريا بالإجابة عن سؤالى لوزارة الصحة عن مصير العقار الجديد لعلاج فيروس «سى» للدكتور جمال شوقى عبدالناصر، قائلة: «الدكتور جمال فشل فى أبحاثه وطحالب الأمل هى أمل جديد لمرضى فيرس «سى»»، وعلى شاكلة اتهامات «قمريا»، قال آخر إن مقالى ليس لوجه الله ولا عشان خدمة الناس هو بس عشان أقول أنا موجود يمكن أرزق من حتة تانية.
المهندس حسين عمر قال إن الرجل (يقصد دكتور عبدالقيوم) لم يقل إن الطحالب تعالج الفيروس بل قال إنها ترفع من كفاءة جهاز المناعة فى الجسم، ونصحنى بترك موضوع الطحالب والمتطحلبين فى حالهم، وطالبنى بأن أستسهل أى موضوع آخر، وفى رد منقول على لسان دكتور عبدالقيوم نفسه قال إن الموضوع له خلفيات عميقة يدل عليها طريقة الكذب، وخلط الأوراق المتبعة فى الإعلام الموجه لتشويه فكرة معينة أو شخص معين، وقال إن مقالى لم يذكر ملتقى الصيادلة العرب الذى هو متبنى الموضوع «طحالب اللبن».
حملت التعليقات وفقا للعينات التى عرضتها تطاولا وتعريضا لن أرد عليها، فالقضية أكبر من المهاترات، والمأساة أنها تتم على حساب أى مناقشة علمية جادة تحقق الفائدة للمرضى الذين سيصابون حتما بالبلبلة من جراء هذه اللغة التى يرفع فيها البعض العلاج بـ«طحلب اللبن» إلى مرتبة اليقين فى الشفاء طبعا بأمر الله أولا، وقد يقودهم الأمل فى الشفاء إلى الذهاب إلى منفى يظن أنه سيجد فيه علاجه، أما الجانب الآخر فى القضية فيتعلق بـ«ملتقى الصيادلة العرب» الذى يتبنى هذا الموضوع، والسؤال: هل هو مجرد تجمع عنوانه ومكانه على الإنترنت لبعض المتقاربين فكريا، أم أنه ملتقى يجمع كل الصيادلة العرب علميا وعمليا؟ ومعرفة ذلك يفك شفرة الكثير.
وزارة الصحة من جانبها لم تتجاهل الموضوع، ومشكورا رد الدكتور عبدالرحمن شاهين المستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى للوزارة على ما أثرته فى الأسبوع الماضى عن «طحالب اللبن» (اقرأ ص 16).
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة