فاطمة خير

الأهلى والزمالك .. أهم مننا!

الخميس، 30 أبريل 2009 10:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأهلى والزمالك .. الاتنين حلوين .. زى ما قالت الست "صباح". مفيش مانع، لكن المؤكد أن "الأهلى" و"الزمالك" ليسا أهم من أرواح ملايين المصريين.

ليلة مباراة فريقى "الأهلى" و"الزمالك" الخميس الماضى، كانت ليلةً مرشحة لوقوع حوادث مرورية كثيرة، فالثامنة مساءً ـ موعد بدء المباراة ـ لم يكن ملائماً لكثيرين على اعتبار أنهم لن يلحقوا بالموعد أمام شاشات التليفزيون فى بيوتهم، هذا بالطبع غير من كان قد انتهى من عمله لكن يقضى مصلحةً ما، من هنا كان اتفاق سرى بين أهالى القاهرة لعمل المستحيل بغرض الوصول كلٌ إلى منزله، وذلك بكسر كل قواعد المرور المتفق عليها والبديهية، فكان أن تحولت شوارع القاهرة إلى ساحة لسباق سيارات كبير لا يعرف قواعد، والغريب أن ذلك وفقاً لروايات سكان مناطق عدة، كان فى كل شوارعها بالفعل! ، ولولا ستر الرحمن لكان ضحايا ذلك اليوم أكثر من المتخيل. والسؤال هنا هو: لماذا؟ هل تستحق مشاهدة مباراة كرة قدم أن يضحى الإنسان بحياته؟ هل يستحق أى شىء أن يصبح الإنسان فى لحظة واحدة مجرد ذكرى تستحق الرحمة؟

الوضع المرورى فى القاهرة من السوء بدرجة لا تخفى على أحد، ولأن عناصر المشكلة كثيرة ومتشعبة ومتشابكة، فإن الحديث عنها يطول، وإن كانت أسبابها لا تخفى على أهل المحروسة، لكن لا أحد ينكر المسئولية الحقيقية التى تقع على عاتق كل سائق سيار (سواء كانت ملاكى،أو أجرة، أو مقطورة، أو أتوبيس ) فى منع وقوع هذه الحوادث، فلا أحد مجبر على تخطى السرعة المحددة أو تخطى إشارات المرور، أما المصيبة الأكبر بالفعل فهى سائقو المقطورات والأتوبيسات (سواء السياحية أو النقل العام)، وأحدث دليل على ذلك هو حادث الدائرى الأخير، والذى كان بطلاه مقطورة وأتوبيس، وكل من يسير فى شوارع القاهرة ويستخدم الكبارى والمحاور يعرف ذلك.

فالمقطورات فعلاً رعب يسير على عجلات، ليس بسبب حجمها وحمولتها فحسب، بل بسبب استهتار سائقيها .. وهى المصيبة الأعظم، وللأسف كثير جداً من سائقى الأتوبيسات والمقطورات يعتبرون أن الواحد فيهم "راكب عجلة" وليس قائداً لمركبة خطيرة قد تذهب بأرواح الأبرياء. وشوارع القاهرة ليست أفضل حالاً من طرق السفر البرى فى كل مصر، وهو ما لا يحتاج إلى دليل، وأيضاً الأسباب كثيرة، لكن مسئولية السائقين ليست هينة.

عن نفسى حضرت واقعة لسائق أتوبيس سياحى تابع لشركة شهيرة، أعلن فيها عن غضبه بسبب قرار ما يحدد سرعة هذه الأتوبيسات على الطريق بثمانين كيلو فى الساعة، وأنه قد قرر التوجه إلى "صنايعى" يسمح للأتوبيس بتجاوز هذه السرعة لأن هناك إجراءً يتخذ يمنع من زيادة السرعة بعيداً عن إرادة السائقين، وزيادةً فى التفاخر بنفسه، أعلن بثقة أنه سيشترى جهازاً لن يكلفه الكثير لكنه سينبهه إلى مواقع تواجد الرادرات حتى يلتزم بالسرعة قبلها! الأفظع من هذا أن السائق الذى يحمل فى رقبته أرواح كل الركاب، قوبل بتأييد شديد من كثير من الركاب الذين رأوا أن الأهم هو أن يصلوا إلى وجهتهم "بسرعة" ، ونسوا أنهم بهذه الطريقة قد لا يصلون أًصلاً!

الردع .. هو سلاح ناجح جداً حين تصل الأمور إلى هذه الدرجة، وبرغم كل ما يمكن أن يقال فى الدفاع عن أمثال هؤلاء، إلا أن الأهم سيبقى حياة الركاب، وللأسف فإن القانون ـ وحتى تعديلات قانون المرور الجديد ـ لمن يدقق فيها ـ لا يقدم عقوبات كافية لتجاوز السرعة وقتل الأبرياء.

أعتقد أن "سحب الرخصة" هو عقاب سيكون ملائماً لمن يتجاوز السرعة لاستعراض مهاراته فى القيادة، أو استهتاراً بالقانون وحياة الآخرين، أو تعالياً عليهم، ولما لا يكون سحب الرخصة فى المرة الأولى لمدة ستة أشهر مثلاً فى حال كون الرخصة خاصة، وسنة فى حال كونها مهنية، وفى حال تكرار التجاوز يكون سحب الرخصة نهائيا بلا رجعة، حينها سيتردد الواحد ألف مرة حين يعرف أنه قد لا يتمكن من قيادة سيارة فى حياته أبداً، وهذا معمول به فى بعض الدول العربية. صحيح أنه لن يكون حلاً سحرياً لكل مشاكل المرور لكنه سيكون أضعف الإيمان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة