جمال الشناوى

الراقصة والمجاهد..

الخميس، 30 أبريل 2009 09:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمره يقترب من الستين أو يزيد قليلا.. لكن قلبه مازال يدق بعنف عندما يأتى ذكر مصر.. يعتبر نفسه حارسا على حدودها الشرقية.. باب بيته يحمل ثلاثة ألوان.. الأحمر والأبيض والأسود.. وفى كل أركانه تشعر أنك فى حضن مصر ولو «مرهقة»..

قبل أربعين عاما كان على أعتاب العشرين من عمره مازال يتذكر يوم النكسة.... وبعد الأيام الستة قاد كتيبة مجاهدين من أبناء مصر فى سيناء.. كان ضمن 757 بدويا قرروا رفض الهزيمة.. ورفعوا راية المقاومة.. وضعوا أنفسهم رهن إشارة الاستطلاع المصرى.. نشروا أنفسهم على طول خطوط الجبهة.. وخلف خطوط جيش الاعتداء الإسرائيلى.. وحدث الاتصال بين القلب بالقاهرة.. وكتيبة مجاهدى سيناء..

غضبه كان عنيفا وهو يتحدث عن غفلة الحكومات المتعاقبة منذ نصر أكتوبر وحتى الآن.. عن أداء مهامها الوطنية.. حتى هانت مصر على الجميع وباتت مطمعا لأشباه الرجال والدول..
قال لى كنا نرصد كل جندى إسرائيلى يعبر الحدود إلى سيناء وكل صندوق ذخيرة على سيارات العدو.. كانت القاهرة على علم به حتى قبل أن يصل إلى عمق سيناء..
هو الآن نائب فى البرلمان عن رفح.. اسمه عيسى الخرافين لكنه يسعد أكثر بلقب شيخ المجاهدين.. أو رئيس جمعيتهم قال لى فى أسى قبل ساعات من احتفالات تحرير سيناء..

أخشى أن تضيع سيناء مرة أخرى..فشمالها يسكنه 400 ألف مواطن فقط. وفى العلوم العسكرية..التعمير وتوطين ملايين من أبناء الوادى هنا سيكون خير وسائل الدفاع عن بوابة مصر الشرقية..يتحدث الشيخ عيسى بنبرة عاتبة..يقول هل تصدق أن كل مجاهد من أبطال حرب الاستطلاع يحصل على مكافأة سنوية لا تزيد على 170 جنيها.. بعضهم يعيش ظروفا قاسية.. ويحتاج إلى مساعدة وطنه.. ولكن رغم قرار سابق بمنحهم معاشا استنائيا قدره 500 جنيه شهريا.. إلا أن القرار ورغم مرور 5 سنوات عليه مازال مجمدا فى وزارة المالية..

هل هذا هو قدر الأبطال..؟ سؤال لم أجد إجابة عليه.. ولو قارنا بين المعاش الذى يحصل عليه ما قدمه هؤلاء الأبطال، وبين المعاش الذى قررته الحكومة نجد أنه أقل من 50 قرشا يوميا..فى حين أن راقصة فى ملهى ليلى درجة ثالثة- ممن توفر لهم الحكومة الحراسة لا يقل عن 500 جنيه فى الليلة..وطبعا شتان الفارق.. بين مناضل رفض خيانة بلده بل على العكس عرض نفسه وأسرته لخطر الانتقام من جيش الاعتداء الإسرائيلى..

وإذا كانت الحكومات قد تعمدت تفريغ سيناء عمدا حتى تكون لقمة سائغه لأى مغامر.. فهذا يستوجب محاكمة كل رؤساء الوزراء بتهمة الخيانة العظمى..









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة