حمدى الحسينى

أبو الغيط ونظرية الشيخ "دنيا"!

الإثنين، 06 أبريل 2009 05:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنة 1955 رصدت المخابرات المصرية اهتمام الرئيس جمال عبد الناصر برجل يدعى الشيخ "دنيا".. تضاعف ولع الرئيس بالشيخ المزعوم بعد أن صدق تنبؤاته بوقوع العدوان الثلاثى على مصر سنة1956.. بعدها أصبح الشيخ دنيا أهم المقربين للرئيس.. الشيخ طور من أدائه وأخذ يروج لخلافة عبد الناصر لصلاح الدين وأنه القائد المرتقب لتحرير فلسطين!!.. بعد ذلك فجر الشيخ دنيا قنبلة زلزلت قادة المخابرات، وزعم الانتهاء من ابتكار جهاز يمكن من خلاله التحكم فى "الأشعة الكونية" التى يمكن توجيهها تجاه إسرائيل فتدمرها وتقضى على كافة مظاهر الحياة فيها.. هذه الواقعة منشورة فى الجزء الأول من مذكرات صلاح نصر ص370 الصادرة عن دار الخيال.

قصة الشيخ دنيا قفزت إلى ذاكرتى وأنا أتابع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط حول موقفه من "افيغدور ليبرمان" وزير الخارجية الإسرائيلى المتطرف.. أبو الغيط قال "إذا تصادف وجمعتنا مناسبة أو اجتماع سأكتفى بالنظر إليه، وبالطبع سأضع يدى فى جيبى!! "تصريح الوزير ضاعف من حيرتى فهو لم يعلن مقاطعته أو رفض التعامل معه، كما لم يقدم لنا رؤية محددة لتعامل مصر فى المستقبل مع وزير خارجية جاء من رحم التطرف والإرهاب الإسرائيلى.. تخيلت أول لقاء يجمع بين أبو الغيط وليبرمان، حيث يقف الأول ينظر إلى الثانى "من فوق إلى تحت" فيتأثر ليبرمان بالأشعة الصادرة من عيون أبو الغيط فيتخلى عن أفكاره الشيطانية ويتراجع عن احتقاره لمصر ورموزها .. قبل أن يكتمل المشهد.. فجر وزير الخارجية مفاجأة سياسية أخرى عندما اعترف لأول مرة بأن مصر علمت بالغارة الإسرائيلية على شرق السودان فى حينها، واختارت مصر الصمت لعدم إحراج الأشقاء فى السودان!!.. السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية سبق وأبلغ أعضاء البرلمان أن الخارجية ليس لديها معلومات حول الغارة الإسرائيلية، ترى من هو الأصدق الوزير أم مساعده؟ المؤكد أن كلام الوزير هو الأكثر دقة.

سؤال للوزير: فضح مصر للعدوان كان سيحرج من بالتحديد؟ أخشى أن يكون الوزير أبو الغيط مازال يتعامل مع إسرائيل وفقاً لنظرية الشيخ دنيا، بينما العالم يتحرك ويتغير بسرعة من حولنا.. ففى الوقت الذى انشغل فيه بقضية "النظر" إلى ليبرمان، كانت مصر بعيدة عن ثلاثة أحداث هامة ربما تغير الكثير من مسار الأحداث فى العالم.

1- قمة العشرين التى عقدت فى العاصمة البريطانية لندن بمشاركة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وما نتج عنها من قرارات خطيرة، منها الاتفاق على كشف الحسابات البنكية السرية للدول وإنشاء صندوق بقيمة 3 تريلونات دولار لمساعدة الدول الغنية والفقيرة لتجنيبها خطر الأزمة الاقتصادية التى تعصف بالاقتصاد العالمى، لن نسأل عن موقعنا فى هذا الصندوق ولا عن شكل الاستفادة التى يمكن أن نحصل عليها بالرغم من وجود وزير المالية بطرس غالى فى قلب تلك الاجتماعات.
على هامش نفس القمة أيضاً تابعنا وقائع اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكى وقائد عربى من خلال الزيارة التى قام بها أوباما إلى مقر العاهل السعودى فى لندن، وانحناء الرئيس الأمريكى "المثير" أمام الملك عبد الله.

2- الاجتماع الهام لحلف شمال الأطلسى "الناتو" الذى أقرت خلاله الدول الأعضاء خطة الحلف لإجراء تحولات جذرية فى أهدافه الأساسية ليكون قادراً على تنفيذ مهام عسكرية خارج النطاق الجغرافى الذى أنشئ من أجله فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، كما وضعت هذه التحولات المصالح الروسية العليا فى الاعتبار، فأين مصالحنا فى ضوء تلك التحولات؟
3- الخطبة المرتقبة للرئيس الأمريكى بارك أوباما فى تركيا، تلك الخطبة التى تمنت مصر وعدد من العواصم العربية أن تكون المنصة التى يطلق منها رسالته للعالم الإسلامى، لن نسأل لماذا اختار أوباما تركيا واستبعد مصر؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة