مدحت قلادة

مصر هدف

الإثنين، 06 أبريل 2009 10:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورة التكنولوجية الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة وقاربت الحدود بين الدول لدرجة أن الجميع يتأثرون ويؤثرون فى بعضهم البعض.

فثورة أو فورة تقوم فى دولة ما تجد صداها فى نفس التوقيت فى الدول المحيطة، ولها تأثير مباشر فى الأمن القومى لها مثلما حدث فى غزة منذ انقلاب حماس على السلطة الوطنية، حيث تمثل صورة حية على خطورة الأحداث فى أية دولة من دول الجوار على الأمن القومى وخطورة استثمار بعض المنظمات أو التجمعات المشبوهة لمشكلة ما لزعزعة هذا الأمن، ولتحقيق مكاسب سياسية على كيان الدولة نفسها.

ومصر بحكم موقعها الاستراتيجى فهى محط أنظار العالم لثقلها السياسى والثقافى والتاريخى والسياحى، إضافة إلى أنها صمام أمان للمنطقة وتسعى جميع الدول لكسب مصر فى صفها، ولكن هناك عددا من دول الجوار تسعى إما لتحييد مصر أو لجعلها تسير فى فلكها، فهناك إيران بأجهزة مخابراتها وبسطوتها على بعض الدول وبعض المنظمات فى دول أخرى بإثارة البلبلة داخل المجتمع المصرى، وتسعى بكل السبل الممكنة لزعزعة استقرار مصر، كما أن هناك السعودية التى تسعى لتسيير مصر فى فلكها أيضاً، وهناك ليبيا التى تسعى هى الأخرى للعمل فى العمق المصرى بتسخير الإعلاميين من القومجيين والناصريين للنيل من مصر ومكانة مصر فى المنطقة أيضاً.

فمصر أصبحت هدفاً لكل دول الجوار خاصة التى لا تريد التعاون المشترك، بل التأثير على سياسات مصر الداخلية والخارجة لتتطابق أجندة مصر مع أجندتهم، وهناك تنظيمات سرية وعلنية تسعى بكل السبل لتحقيق مكاسب على حساب الكيان المصرى أو باللعب على وتر الدين أو العروبة.

إن الوقت الراهن لهو وقت عصيب على مصر والمنطقة خاصة فى ظل الظروف العالمية والاقتصادية السيئة فالعالم يئن من الأزمات الاقتصادية العالمية، وهناك شركات تعلق إنتاجها وشركات أخرى تعلن إفلاسها وبنوك عملاقة تعلن عجزها ودول تخسر استثماراتها فى العالم وفوق كل ذلك هناك من يستغل الفوضى والخوف من المستقبل لأجندات خاصة بالعمل ضد مصلحة البلد خاصة فى هذا الزمان الذى من أهم سماته "المال فوق الأخلاق".

والسؤال هنا: هل تجتاز مصر هذه المحنة وتستطيع أن تحافظ على وضعها؟!! أم سترضخ لتسير فى فلك دول الجوار؟!!

كلمة أخيرة
حينما تكون مصر هدفاً يجب الأخذ فى الاعتبار أنها فوق الكل.. ومن هنا البداية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة