شاهدت على شاشة القناة الأولى بالتليفزيون الفرنسى برنامجاً اسمه «Stars Enfants» «النجوم الصغار» والبرنامج يستضيف أطفالاً من الجنسين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و14 سنة, كما يستضيف مشاهير المطربين الشباب أيضاً، وهو عبارة عن مسابقة يتسابق فيها الأطفال فيما بينهم، ويحاول كل طفل أن يلفت إليه الأنظار بكل الطرق، فإذا كان صوته جميلاً استغل أحلى الطبقات فى صوته، وإذا كان يتمتع بخفة الظل استغل هذا أيضاً فى لفت الأنظار إليه، المهم، أطفال فى عمر الزهور لم يعودوا أطفالاً، فهم يقلدون المغنين الكبار الذين يصاحبونهم بالغناء، وطبعاً هذه الأغانى التى يغنيها الأطفال لحنت خصيصاً للمطربين الكبار، وليس للأطفال، والمعروف أن هناك فرقاً فى طبقات الصوت بين الكبار والصغار، لكن الأطفال، والحق يقال دربوا تدريباً شاقاً حتى تتلاءم أصواتهم مع أصوات المغنين الكبار.
والحلقة التى شاهدتها اشترك فيها خمسة عشر طفلاً تتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشرة، وهى إحدى حلقات البرنامج الذى سيستمر عدة أسابيع يتبارى خلالها الأطفال فيما بينهم ليحصلوا على أعلى الدرجات، وهنا كانت دهشتى وأسفى، لقد تحول الأطفال إلى نسخ تقلد المغنين الكبار فى حركاتهم وفى أدائهم، وحتى فى ملابسهم، والأخطر أن خشبة المسرح تحولت إلى حلبة صراع يحارب فيها كل طفل زميله ويحاول أن يسحقه، وعندما يعلن فوز طفل يبكى الآخر الذى كان ينتظر أن يكون هو الفائز.
كلمات الأغانى عن الحب، وعن الألم، والوحدة، والحياة القاسية، وهى معان لا يعيشها الأطفال الصغار، بل هى تسرق طفولتهم وبراءتهم، وأتذكر برنامجاً آخر قدم على إحدى قنوات التليفزيون الأمريكى عن ملكات الجمال الصغيرات، بنات صغيرات يتحولن أيضاً إلى مسوخ تلبس الملابس العارية والمايوهات البكينى، هكذا أصبحت كل بنت كائناً غريباً لا هى طفلة ولا هى امرأة بالطبع، وهذا ما حدث فى برنامج التليفزيون الفرنسى «الأطفال النجوم».
إنهم يسرقون طفولة الأطفال.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة