النظام الحاكم باقٍ والاستبداد باقٍ والأسعار ترتفع بسرعة الصاروخ والمرتبات لا تطيق البقاء فى الجيوب، ولا أمل فى مشاركة سياسية محترمة أو تداول طبيعى للسلطة، وجمال مبارك قادم لا محالة ورجال الأعمال سيحكمون ويتحكمون، وكل الأحزاب نائمة، وحركات التغيير فاشلة وصرخات المعارضة لا تقدم ولا تؤخر والبلد ضاعت يعنى ضاعت، واللى هيتكلم هيروح وراء الشمس.. بص من الآخر حضرتك شايف إنه مفيش فايدة.
الآن نحن نرفع شعار "دعونا نركن جنب الحيط ونستمتع بظلها الآمن"، لأن البلد تسير بالشكل الذى خطط له مالكوها أو سارقوها.. نحن شعب محبَط "بفتح الباء" ومحبِط "بكسر الباء" برضه، ربما لأننا طوال الوقت كنا نفكر فى طرق أخرى للتغيير وإصلاح الحال، واكتشفنا بعد فترة أنها طرق غير قادرة حتى على إقناع شاب صغير بتغيير "قصة شعره"، أو ربما لأن حركات التغيير والدعوة للإصلاح السياسى فى مصر واجهتها ضربات أمنية موجعة وضربات تنظيمية أشد وجعاً جعلتها تتراجع أو تختفى بشكل أثار إحباط الناس ويأسهم، وجعلتهم يرفعون راية .. مفيش فايدة.
الناس معذورة؟ ..بالطبع لا، فلا عذر لمن يرضى الاستسلام سوى الجبن والرغبة فى الراحة.
الناس مظلومة؟ بالطبع نعم، ولكن الظلم غالباً ما يدفع للانتقام وليس مجرد الاعتقاد فى دعوات المظلوم التى تصل للسماء.
الناس مطحونة؟ لا أحد ينكر ذلك، ولكن الفقر ولقمة العيش التى أصبحت عزيزة لا تعنى أن يلجأ الناس لتسولها، بل للخروج والقتال من أجل الحصول عليها.
الناس مش فاهمة؟ بالطبع لا، لأن الناس فاهمة بس بتستعبط، الناس على علم ويقين بالحالة التى وصلت إليها مصر وعلى علم ويقين بالطريقة الوحيدة التى يمكن استخدامها للتغيير وإصلاح حال البلد ولكنها بتستعبط، لأنها تخاف من المواجهة، وتعشق حالة الرضا التى تمنحها لها كلمة "مفيش فايدة".
هذه "الفايدة" التى يرى المصريون أنها ضاعت وتاهت موجودة ولكنها تحتاج لمن يبحث عنها، التغيير موجود ولكنه فى حاجة لمن يوصفه بالشكل الدقيق، ولابد أن يدرك الجميع أو على الأقل من يرى أن هناك "فايدة" أن إصلاح مصر وتحويلها إلى دولة ديموقراطية تحترم الحريات وحقوق الإنسان عملية ليست سهلة ولن تكون مثل شكة الدبوس، ربما سنحتاج إلى أكثر من شكة وإلى أكثر من دبوس حتى نصل إلى نتيجة مرضية، خاصة وأن المعركة الآن أصبحت مع نظام جديد لسه مفطوم طازة طبقاً لشهادة تذكرتها لعضو لجنة السياسات جهاد عودة فى حوار قديم منذ عدة أشهر، قال فيه إن الفكر الجديد للحزب الوطنى عمره سنتان ونصف فقط .. فهل تريدون شهادة أفضل من شهادة أهل الدار؟ .. أصحاب الفكرالجديد أطفال وأمخاخهم على الزيرو، ولكنهم ولله الحمد أتموا فترة الرضاعة الفكرية على خير وأصبحوا جاهزين لقيادة الوطن .. وداعا للببرونة يا مصر .. وأهلاً بمرحلة الأكل من الحلة مباشرة!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة