مدحت قلادة

القبلة المصرية

الأربعاء، 27 مايو 2009 07:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيونى أصبحت غير بسيطة تفحص هنا وهناك وتتطلع كل الأشياء من بشر وسيارات خاصة ووسائل نقل عامة وبيوت وعمارات وشوارع وحوارى وطرقات، لا أعرف ما سبب التغيير الذى طرأ على حاسة النظر لدى ربما لاستكشاف أو لفحص أوجه التغيير فى مصر منذ خمس سنوات واليوم، وأخذت أفحص لأستكشف ما بداخل البشر أفحص عيونهم وأشكالهم وملابسهم كل ما تقع عليه عيناى.

واكتشفت عدة أشياء فى مجمل أننا نعيش الدولة البوليسية ما من شخص جلست معه إلا وأخذ يجزم بأن التليفون والموبايل مراقب والطريقة الوحيدة هى إخراج البطارية من الموبايل بهذا الحل لن تستطيع الأجهزة الأمنية التصنت على محادثاتك، وأصيب الشعب المصرى بفوبيا الأمن وأصبحت مصر تعيش عصر الجستابو الألمانى تماماً.

اللى (مالوش ظهر) تعبير دارج يمثل صورة صارخة من انعدام العدالة بين البشر فى مصر فالمخطئ يبرأ بواسطة الظهر والمجنى عليه يتحول لجانٍ والقاتل لضحية، وضاعت العدالة فى أرض المحروسة هذه السمة ليست فى الاعتداءات الطائفية فقط بل فى جميع مناحى المحروسة.

التدين الشكلى واقع خاطئ يعيشه المصريون، فمع تزايد هذا التدين الشكلى تزايد عدد الأطفال اللقطاء إلى أكثر من مليون طفل لقيط، وكان عصر النهضة الدينية الحالى ليس له أثر على أرض الواقع؟! ومازال الشارع المصرى يئن من الفوضى وعدم النظام، ففى مصر الجديدة رأيت عدم الانتماء للوطن وإلقاء المهملات من السيارات والوقوف فى نصف الطريق بالطبع يقوم الكل بذلك، ولكن أليس من الأجدر على كل متدين ألا يقوم بتلك الأعمال، فما الفرق بين سلوك المؤمن وغير المؤمن؟!! وهل الإيمان لا ينعكس على الأعمال؟! آم أنه إيمان الشكل الخارجى فقط؟!.

القبلة المصرية تجدها مطبوعة على كل سيارة.. جديدة، قديمة، نظيفة، رثة ."قبلة سيارة على سيارة أخرى" أصبحت القبلة المصرية علامة مسجلة للشارع المصرى تجدها ليست مطبوعة بل موثقة على كل سيارة تجدها على "الاكصدام"، أو على الرفارف، أو على الأبواب، وكأن القبلة المرورية علامة مسجلة للشارع المصرى! فلن تجد سيارة تسير فى شوارع المحروسة بدون قبلة "خبطة" سيارة أخرى عليها:

أطفال ضحايا:
رأيت بعينى أطفالا يبيعون ويشترون محرومين من حق الطفولة البريئة والعيش الكريم، رأيت ما لم أتوقعه، رأيت أم تبيع مناديل حاملة طفلها الرضيع على كوبرى أكتوبر من جهة الدقى وسط كم هائل من السيارات انتظاراً للصعود أعلى الكوبرى، وهذه السيارات رغم بخل أصحابها الشديد فى الاهتمام الخارجى بها إلا أنهم كرماء فى بث السموم للأطفال الأبرياء، ورأيت الطفل ذات بشرة قاتمة بفعل التلوث من السيارات؟ تأملت ماذا ينتظر الطفل البرىء؟ أى مستقبل هذا وبعد تلك الحالة الصحية وكم وكم... من الأسئلة التى لا تعرف الإجابة سوى الله يرحم عبيده.

شعب يريد أن يشابه القرود:
ذهبت لشارع رمسيس أردت عبور الشارع فإذ بى أكتشف أنه يجب لعبور الشارع والذهاب للمحطة الرئيسية تسلق عدد من الحواجز الأمنية ذات السلاسل الخضراء لأكتشف بعد ذهابى وعودتى أن القائمين على تخطيط الميدان لم يراعوا أن هناك ما يسمى مشاة يسعون لعبور الشارع، فإذ بى يجب أن أقفز من مكان لآخر وتمرست بعد ذهاب وإياب على التسلق.

مصطلح غير معروف:
شاهدت رجلا عجوزا يسير على عكاز يسعى لعبور شارع الدقى فإذ السيارات تسير بسرعة وحركة الرجل لا تسعفه، فإذ به يتسمر مكانه أكثر من ربع ساعة لعبور الشارع، وهنا أدركت أن الرحمة غير متواجدة إلا إعلامياً فقط، وهى وتستخدم للاستهلاك الإعلامى أما الواقع فالعكس تماماً.

اكتئاب شعب:
ركبت المترو ذهاباً إلى الدقى وأخذت أتفحص البشر أين الضحكة على وجوه المصريين؟.. أين النكتة بين الشباب؟.. أين مرح الشباب؟.. أين خفة الظل بين الأصدقاء بعضهم البعض؟.. رأيت الجميع ذوى وجوه عابسة كئيبة حزينة تشع روح اليأس والحزن، فالجميع فى معارك طاحنة للقمة العيش والمرتب يضيع على الدروس الخصوصية، علاوة على أمراض فتاكة بالبشر من كبد وبائى وفشل كلوى وأنيميا حادة... إلخ، ومشاكل فى العمل وخارج العمل، كل ذلك أكد أن الشعب المصرى يعانى من حالة اكتئاب عام "اكتئاب شعب". من المسئول عن اكتئاب الشعب بالطبع هم أقباط المهجر مش كده ولا إيه؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة