الناى هو أكثر آلات الموسيقى مداعبة لقلب الإنسان.. وعلى أنغامه أيضا تتراقص الأفعى.. وتتمايل وهى «تبخ» سمومها.. تهيم بالنغم فتتزايد سرعة تمايلها ومعه تتساقط أمطار السموم التى «تهب» من فمها.
كنت أستمع إلى خطاب الساحر أوباما.. وفى لحظات كثيرة كنت أرتجف..ولا أنكر أننى فى مرات كثيرة غالبتنى دموعى.. لكنى غلبتها.. وأمضيت ساعات طويلة وأنا تحت تأثير السحر.. وبعد منتصف الليل أفقت وأنا أعيد قراءة الخطاب.
القراءة أقل سحرا من السمع، فهو كالممثل يجيد فن الإلقاء، والتلاعب بعواطف مستمعيه.. عندما قرأت وجدت اتهامات لكل العرب «تحديدا» بالجهل والكراهية، أوباما قال من لا يعترف بالمحرقة فهو جاهل.. وكاره..وأنا أتمنى على الأمريكان الجدد.. وأقصد شريف منير، الذى صرخ مثل مهاويس نجوم هوليود.. أوباما أنا أحبك.. خذنى معك.. أتمنى عليهم الانتظار.. إلى حين يزول سحر الخطاب.
شريف منير لم يفهم أن الرئيس الأمريكى الجديد لن يكون نصيرا للعرب، فالرجل خان الليبراليين الجدد، الذين هرعوا إليه بالشكوى، «باعهم» وهو يعلن بوضوح أنه لا يمكن فرض نظام حكم على شعب.. هو أتى إلى هنا لإجراء جراحة تجميل للوجه الأمريكى القبيح.. جراحة ربما تنجح فى إزالة التجاعيد.. لكنها لن تبرأ العم سام من جريمة التنكيل بالعرب لصالح إسرائيل وإيران على مدى سنوات طويلة.
..واليوم يصرخ شريف منير، طالبا من أوباما أن يأخذه معه.. ليهرب من جحيم وطنه.. وإذا كان هذا الممثل يعيش فى جحيم.. وهو الذى جمع ثروة كبيرة.. ونال شهرة عريضة، وتمتع كثيرا.... فماذا يقول ساكنو المقابر، أو الواقفون تحت أشعة الشمس فى طابور «العيش».. شريف منير عليه أن يرحل إذا كان يريد.. لكننا باقون هنا لنقى بلادنا بقايا شرور الجاهل فظ اللسان جورج بوش.. ولن ننخدع بالساحر الجديد..لست كارها لشخص أوباما بل على العكس، كنت أصلى حتى يحسم الانتخابات، لكن الرئيس الأمريكىأى رئيس-لن يحدث انقلابا فى سياسات بلاده مثلما نعتقد.. أوباما الذى هرع من تحت قبة القاهرة إلى معسكرات النازى فى ألمانيا ليبكى من هناك ضحايا المحرقة.. عليه أن يعترف ويعتذر علانية أن بلاده مسئولة بالتحريض والتسليح عن قتل 100 ألف مصرى «خمسة منهم من أسرتى».. ونحن لن نقبل الدية.
أعترف أننى مبهور بالساحر الذى يذكرنى بنجوم كرة السلة الأمريكية..وأتمنى أن يكون صادقا.. وقادرا على غسل العار عن أمريكا التى زرعت «مع بريطانيا» فى الجسد العربى ورما سرطانيا بات على وشك الانتشار..أوباما أنا أحبك كخطيب مؤثر.. ولكن سأحبك أكثر لو أصبحت رئيسا مؤثرا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة