مما لا يدع أى مجال للشك أن فينجادا المدير الفنى الجديد للأهلى والذى تولى المسئولية خلفا للبرتغالى مانويل جوزيه سوف يتعرض لطوفان هائل وردود أفعال واسعة، وربما تصل إلى أزمات متلاحقة نظرا للشعبية الجارفة التى نالها البرتغالى مانويل خلال أعوامه الخمسة التى عاشها بين جدران القلعة الحمراء، وما حققه من بطولات كبيرة بلغت الرقم 18 سواء على المستوى المحلى أو القارى.
والأزمة أن الوافد الجديد سوف يلاحقه شبح جوزيه، نظرا للمقارنة المستمرة التى سيتعرض لها.. وأيضا لأنه مطالب طول الوقت أمام جماهير الأهلى الغفيرة بالفوز.
ليس الفوز فقط ولكن الفوز المصحوب بالأداء الراقى.. المهارى.. الخططى الذى يرضى طموحات ورغبات وآمال جماهير النادى العريق، الآن الفوز المتكرر الذى صاحب الأهلى خلال الأعوام السابقة كان حليفًا مؤثرًا لزيادة قوة مانويل فلم يظهر تأثير الرافضين فى مسيرة الفريق بشكل كبير ومؤثر، وأيضا لعبت القوة الناعمة التى دوما كانت ترطب لهيب ونيران الجالسين على دكة البدلاء حتى مر الموسم الكروى بسلام وأمان، وحاز الأهلى بطولة الدورى المعهودة بشق الأنفس بعد مباراة فاصلة أمام الإسماعيلى، الذى قدم فيها الجهاز الفنى واللاعبون فاصلا فى كرة السهل الممتنع وفازوا بالبطولة.
وأعود وأكرر إذا كانت الهزيمة القاسية والخروج الأفريقى من الكونفيدرالية فى مباراة دراماتيكية عجيبة قد هز الكيان الأهلاوى، إلا أن تلك الهزيمة ربما تخفض أسهم جوزيه أمام جماهير الأهلى ولو قليلا، وربما تجد مبررات للمدرب الجديد فى حالات المقارنة لأن الوافد الجديد سيجد تيارا كبيرا فى معارضته بالتحديد على المستوى الجماهيرى، سواء فى اختياره للتشكيل أو الأداء، لأن هناك حالة تشبع فى الشعبية التى نالتها الجماهير عششت وملأت جماهير الأهلى، وربما تخفض هزيمة الأهلى أمام سانتوس أسهم جوزيه لتساعد ولو قليلا هذا المدرب الجديد وعدم محاسبته على كل هفوة فى كل مباراة، ولكن أؤكد أنه ربما تكون حظوظ هذا المدرب الجديد قليلة وقليلة جدا لأن الأهلى سيشهد عاصفة التغيير وعليه أن يتخلص سريعا من بعض نجومه رغما عن أنفه، حتى يشكل فريقا جديدا متجانسا متوسط أعماره تحت الثلاثين.
وتبقى هناك حقيقة مؤكدة أن الإدارة الأهلاوية قد نجحت فى استشراف المستقبل بعيدا عن القوى الغيبية وبعيدا عن التنجيم وقامت بقرارات ودراسات واعية يجيدها دوما المفكر الكبير عدلى القيعى، الذى لا يعرف طعما للحياة بدون الحوار والحديث والبحث عن أهلى المستقبل، بعدما يرسخ قواعد أهلى الحاضر، ودوما تجد هذا القيعى الكبير يستحضر فى أحايين كثيرة أوراقا فى الماضى، لكى يشطب ولا يكرر الخطايا التى لصقت فى ثوب الأهلى الكبير، ولذا فإن الأهلى مازال هو الأقوى والأفضل بالتحديد فى قوته الهجومية الجارفة، وأيضا حالة ترميم دفاعاته بالتعاقدات الجديدة، ناهيك عن القوى الأساسية الداعمة دوما للفريق أمثال أبو تريكة وأحمد فتحى وبركات وعاشور، علاوة على روح الأهلى الكبيرة التى دوما يستحضرها اللاعبون لجلب البطولات، ويبقى دور الجماهير التى إذا ظل مانويل جوزيه هو معشوقها الأول والأخير ربما تتحول إلى نقمة ضد فريقها الكبير ولا نطالبها أن تنساه، ولكن أن تضع هذا البرتغالى ضمن أوراق التاريخ المشرف، ولا تستحضر روحه فى المباريات حتى لا تقلق المدرب الجديد.
وأيضا على تلك الجماهير الحضور الطاغى فى المباريات الأولى للدورى حتى يتم استنفار المدرب الجديد، لأن الجماهير دوما هى التى تلهم القائد أو المسئول بالعمل الجاد، مثلما فعلت هذه الجماهير مع مانويل جوزيه وحده، حتى كانت هذه الجماهير العاشقة هى الحصانة القوية للبرتغالى وكانت قوته السحرية أمام مجلس إدارة الأهلى والصحافة فى أحيان كثيرة.
وأزعم إذا تآلفت والتفت تلك الجماهير مع المدرب الجديد واستقبلته بحبها المعهود سوف نرى أهلى جديدا برؤية جديدة واستراتيجية جديدة وأداء ربما يفوق ذكريات جوزيه.. وقتها سنقول لن يؤثر شبح جوزيه على الأهلى ومدربه الجديد.