البقاء للأقوى "قانون الغابة" حيث يلتهم القوى الضعيف، ويتنازع الجميع للسيادة، ففى الغابة لكل مجموعة قائد قوى يحميها ويفرض هيمنته عليها، إلى أن يأتى وقت التزاوج فيتناطح الذكور طبقاً لنظرية البقاء للأقوى فمتسلط اليوم ذليل الغد وصغير الأمس قائد المستقبل.
لم يكن الإنسان أفضل حالاً من الحيوان بل عاش بنفس المبدأ، ولكن مع التطور تغير حال البشر وأصبحت هناك مواثيق عالمية تؤكد آدميته، تؤكد على حرية الفكر والمعتقد والحياة والتعبير.
والى الآن ما زال اضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان وزادت قسوة بنى البشر تجاه بعضهم البعض فانتشر الظلم والعنف والتطرف ومازال استباحة الإنسان لحياة وشرف أخيه الإنسان، وغابت المدينة الفاضلة عن الأبصار وتعالت صرخات البائسين والمظلومين، فعلى سبيل المثال فى مصر خلال الأسبوعين الأخيرين ازدادت معاناة أقباط مصر من الظلم والتهميش واستمرار تجريف التاريخ القبطى ومحاولات عديدة لمحو الهوية القبطية.
فى قرية دير أبو حنس "قديس عظيم فى الكنيسة القبطية" كانت زيارة العائلة المقدسة فى يوم من الأيام أثناء هروبها إلى مصر، يسعى محافظ المنيا أحمد ضياء الدين لتغيير الاسم إلى وادى النعناع بهدف تجريف التاريخ القبطى.
سبعمائة عام من التاريخ القبطى حقبة تاريخية يسقطونها من تاريخ مصر.
كنيسة "الأنبا انطونيوس" بقرية أبو شوشة محافظة قنا بسبب الحريق أصبحت آيلة للسقوط يتعنت المحافظ فى إعطاء تصاريح لبنائها "علماً بأن الدولة لن تساهم بقرش فى بنائها".
هجوم الغوغاء والدهماء على بيوت المسيحيين وعلى كنيسة ومبنى الخدمات بقرية عزبة بشرى الشرقية بالفشن محافظة بنى سويف وإلقاء الأجهزة الأمنية بالقبض على رجال وشباب الأقباط بالقرية وتكسير بيوت وحرق سيارة كاهن الكنيسة مع حماية من أحد الضباط.
استخراج شهادات الأسلمة وتغيير البطاقات وشهادات الميلاد خلال ساعات للراغبين فى اعتناق الديانة الإسلامية، وهيهات أن يحدث ذلك مع مسيحى يريد العودة لدينه أو مسلم يريد التحول للمسيحية.
إقرار مجلس الشعب خلال ساعات بمحاكمة المعارضين وقتل الخنازير والسكوت أكثر من ثلاث سنوات على قانون دور العبادة الموحد.
إن اضطهاد الأقباط واقع حى معاش بشهادات عدد من الأخوة المسلمين الشرفاء فلطالما عاش الأقباط فى اضطهاد مريع وظلم بين، وما يحدث ليس بجديد، بل الجديد هو ضعف وخفوت صوت الأخيار مع ارتفاع صوت الأشرار وهنا تكمن المصيبة الحقيقية.
"المصيبة ليست فى ظلم الأشرار وإنما فى صمت الأخيار" من أقوال مارتن لوثر كنيج
متى يرتفع صوت الأخيار؟
"لا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد برىء باسم الله" من أقوال غاندى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة