جمال الشناوى

النائب الحشاش

الخميس، 25 يونيو 2009 08:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت حر فى حياتك الشخصية، افعل ما تشاء طالما أنك إنسان طبيعى، تتمتع بكامل قواك السياسية غير منقوصة، تستطيع أن تذهب إلى الملاهى الليلية، وتصعد إلى الراقصة، وتمطر سماء الملهى بأوراق البنكنوت «من فئة الخمسة جنيهات»، أو حتى تدخن الشيشة «بالحشيشة» طالما أن القانون لا يستطيع الاقتراب من باب ملاهى الدرجة الثالثة التى يديرها أشخاص نافذون إلى قلب القانون، لست ضد حريات الأفراد فى اللهو والتخلص من عبء الهموم اليومية، أو رغبة فى الظهور وسباق القوة للفوز بقلب راقصة أو فتاة من الملهى، فلسنا فى عصر الأنبياء، كلنا بشر، وكاتب هذه السطور ليس من الأنبياء.

المهم ذهبت مع صديق لى يؤمن أن مكانين فقط فى مصر يمكنك فيهما، أن تصرخ وتتخلص من صغوط العمل خاصة فى مجال الكتابة والمعلومات، أولها ملاعب كرة القدم، فكل جيرانك فى المدرجات من مهاويس التشجيع والصراخ، وثانيهما هى ملاهى الدرجة الثالثة، لا أحد يعرفك، كل واحد منا حر، ولكن من يفقد الحرية على أعتاب الملاهى الليلية، هم فئة من الناس اختارت طريق العمل العام، مصائر الناس معلقة بما قدمت يداهم، من هؤلاء نواب الشعب، الذين يختارهم الناس ليمثلوهم فى مواجهة الحكومة، فى التشريع والرقابة، نائب الشعب محصن بالقانون والدستور، لا يستطيع أحد الاقتراب منه إلا بشروط قانونية قاسية ويقاتل النواب لمواصلة التدثر بالحصانة.

فى أحد ليالى الأسبوع الماضى، كنا على موعد لجلسة «تفريغ مخ» وذهبنا إلى مكان اعتدت الذهاب إليه، وبعد وقت قصير من منتصف الليل، وجدت المطرب، يتوقف عن الغناء ويمطر أحد الرواد بالتحية، الباشا، فاعل خير، أحلى باشا، التفت إلى مدخل الكباريه لأجد شخصاً معروفا لى، لكنى لم أتصور أن يكون هو النائب الذى يشبه الزبون، مدير الملهى وكل المضيفات هرعن إليه، يبدو مهما، بفضولى الصحفى سألت صديقى شكل الراجل ده مش غريب، قال لى يبدو أنه النائب، نفس الشكل وتقريبا هى طريقته فى المشى، وظللنا نرقبه بنظراتنا عن بعد وهو يخرج من جيبه قطع الحشيش وعامل الشيشة يخدمه بحميمية، فيبدو الرجل سخيا للغاية، إحدى العاملات فى المكان لم تبارح النائب، وبعد حوالى الساعة اكتمل الكيف، وغادر المكان، وتأكدنا من شخصية النائب، الذى اختار مكانا بعيدا جدا عن دائرته الانتخابية، ولكن صوره ومداخلاته فى البرلمان وظهوره المستمر فى القنوات الفضائية، ومعرفتى السابقة به، جعلته مشهورا بما يكفى للتعرف عليه حتى أثناء تدخين الحشيش وسحب الدخان الأزرق تغطى ملامحه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة