تذكرت كم لعبنا سوياً.. كم امتزج تراب المنطقة «حدائق القبة» بأجسادنا.. تذكرت أخى عصام عبدالحميد الطبيب الجراح، درسنا سوياً فى مدرسة إسكان ناصر الإعدادية، حصل على مجموع خمسين بالمائة فى المرحلة الإعدادية عام 1974 فالتحق بثانوى أزهرى والتحقت أنا بثانوى عام، تخرج فى جامعة الأزهر طبيبا جراحا، والعبد لله محاسب، تذكرت انعدام العدل كيف بخمسين بالمائة يصبح من خريج كليات القمة والعبد لله يصبح محاسبا، أدركت معنى الظلم وانعدام العدل بعدم تساوى الفرص بين أبناء الوطن الواحد، وانطلاقاً من أملى أن يسود العدل والمساواة بين أبناء الوطن وأن تنعدم التفرقة بين حسن ومرقص، وبعد دراسة مستفيضة عن الأزهر ودوره الوطنى خلال تاريخ مصر العريق متمنياً أن يصبح جميع المصريين لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات، مع أملى أن يأتى الوقت سريعاً جداً ليجلس مرقص فى مدرجات جامعة الأزهر بجانب أخيه محمد وأحمد ليثبتا للعالم أنه لا توجد تفرقة فى مناحى المحروسة خاصة التعليم، ولتصبح جامعة الأزهر جامعة وطنية تجمع أبناء الوطن الواحد.
وقد بلغت ميزانية وزير الدولة لشئون الأزهر عام 2008 /2009 نحو 3 مليارات و888 مليون جنيه، وبالطبع ساهم فى هذا المبلغ دافعو الضرائب من الأقباط والمسلمين، ومن غير الطبيعى أن يحرم القبطى بالالتحاق بجامعة الأزهر! بينما يقدم الأزهر العديد من الخدمات لغير المصريين من الطلبة الوافدين الذين يتمتعون بتلك المزايا من خلال ميزانية الدولة.
يحرم الطالب المسيحى القبطى من الالتحاق بجامعات الأزهر، وهذا ظلم بيّن لكون المبالغ المدفوعة من ميزانية الدولة، فليس من العدل حرمان أى مواطن مصرى من خدمات الدولة، وهذا يتنافى مع مبدأ المواطنة، فمن الطبيعى تصحيح هذا الوضع الخاطئ لعدة أسباب منها:
لتصبح جامعة الأزهر جامعة وطنية وليست فئوية «لكونها تقتصر على فئة معينة من المصريين».
ليستفيد المجتمع كله من خدمات جامعة الأزهر.
ليدرك خريج الأزهر أن هناك آخر يشاركه فى الوطن.
لتفادى ازدواجية التعليم فى مصر.
لتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن «بعدم حرمان المصريين الأقباط من الدراسة فى جامعة ساهم آباؤهم فيها».
لنشر ثقافة الآخر وتفادى التطرف، فمن عاش مراحل تعليمه المختلفة فى ثقافة أحادية كيف يندمج مع المخالف له فى العقيدة؟!
للمساواة والعدل بين أبناء الوطن الواحد
حلول عملية
1 - قصر الدراسة فى جامعة الأزهر للإخوة المسلمين فقط فى كليات الشريعة «الكليات الدينية» لاختلاف آليات المنهج الدينى عن العلمى فالمنهج الدينى مسلمات والمنهج العلمى بحثى نقدى.
2 - منح الأقباط حق الدراسة فى كليات الأزهر العلمية تحقيقاً للعدالة بين أبناء الوطن، فليس من العدل حرمان أبناء الوطن من موارده والصرف على غرباء دول الجوار.
أخيراً.. القيادة الصالحة توجد أتباعا صالحين «مثل هولندى».
«يسخر بالجروح من لا يعرف الألم».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة