بمجرد أن تشاهد خطاب النجم الفتى الوسيم باراك أوباما إلى العالم الإسلامى، ستدرك تماما الفرق الجوهرى بين الدول المتقدمة والدول النامية، فالدول المتقدمة يمكنها أن تلعب فى كل شىء، بما فى ذلك مشاعر وعقول وقلوب وأجسام البشر، أما الدول النامية فلا يمكنها أن تلعب إلا: كيلو نامية، القطة العامية.
كأنك يا صديقى خرجتَ من فيلم أمريكى مدهش، فسرتَ صامتا مع من كان يشاهده معك، ثم بعد قليل قلتَ له:
ـ هم بيعملوا الحاجات دى ازاى؟
هذا هو نفس الانطباع الذى ستخرج به بعد مشاهدة أوباما، هكذا تماما يتم صناعة السينما الأمريكية. من شاهد الخطاب سيفهمنى تمامًا، هذه الانفعالات و"الريأكشنات" التى انتابتنا جميعا، كأن الرجل يضع يده على مشكلاتنا الحساسة: الحرية، والديمقراطية، والمرأة، والتعليم، والعراق، وفلسطين، والنووى، والناس تصفق، تصفق، تصفق، مكانش ناقص غير إنهم يسألوه عن العلاوة، ويقولوا له: بنحبك يا ريس.
انظر يا أخى إلى روعة الإخراج، والسيناريو، والمؤثرات الصوتية، وحتى الخدع السينمائية، فيلم أمريكانى أصلى، الكرافتة الزرقا اللى ماشية مع الديكور، والسيناريو المتوازن الذى لا يقول إلا ما يريده هو، وهو يقنعك أنه يقول ما تريده أنت. ابتسامات البطل وتجهماته، حركاته ولفتاته، وقفاته وسكناته، حتى الخدعة التى شربها معظمنا، فالرجل طوال الوقت كان يتكلم دون أن ينظر إلى ورقة، وكأنه حافظ الكلام صم.
من فضلك لا تقارن هذا الفيلم الأمريكى بأفلامنا العربية، التى تبدأ بـ:"الإخوة والأخوات"، ولا تقارن بين اسم بطل أفلامنا واسم بطل أفلامهم، فسيقتصر الأمر على مجرد تشابه الأسماء. لا تحلم يوما ما بإخراج مشابه، أو سيناريو مماثل، أو إنتاج قريب، ملك الملوك إذا وهب، لا تسألن عن السبب، قف عند حد الأدب.
كن واقعيا يا زميلى فى الوطن، واحمد ربك، فإذا كان الله قد أعطى الأمريكان كل شىء، فقد أعطانا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، وتذكر أن الإسلام هو سبب خطبة أوباما التى التزم فيها بشروط خطبة الجمعة، من حمْد الله والثناء عليه وبدئها بتحية الإسلام، وترصيعها بآيات من محكم الذكر، كما أنه على الأغلب كان متوضئا ولسه جاى من جامع السلطان حسن.
لا تكن طماعا، انس كل هذا، وتضامن معى فى أن نطلب من الرئاسة جهازا إلكترونيا كالذى كان أوباما يقرأ منه، فبدا للجماهير كأنه حافظ وبيتكلم من دماغه، عشان بصراحة موضوع الورق ده طلع قديم قوى.