الحمد لله رب العالمين، مرة أخرى عاد السيد عمرو موسى إلى «الأضواء»، بعد أن اختفى فترة طويلة خوفا من «سلاح التلميذ»، اختفى موسى، ونسيه الناس، ونسوا تصريحاته الرنانة، التى ما إن تسمعها حتى تشعر أن مصر أم الدنيا بصحيح، وأن المجد للعرب، وأن النصر لنا، فتنام مرتاح الضمير، لا تحمل همّا للحياة.
موسى خرج على القوم يوم الخميس الماضى بتصريحات صحفية، لم يشجب فيها شيئا، ولم يدن أحدا، ولم يندد، لكنه -والحق يقال- انتقد، وانتقد بشدة ماقاله بنيامين نتنياهو من أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال هى تصريحات أتوكأ عليها، وأهش بها على شعبى، ولى فيها مآرب أخرى.. موسى خرج على القوم مشهرا سيفه، مستلا لسانه، وقال: نتنياهو وليبرمان مش هيجيبوها لبر، وكلامهم هيؤدى لصدام لن تحمد عقباه، واحنا مواقفنا مش هتتغير.
تصفيق حاد يا ابنى انت وهو لسيادة الأمين، شايف واحد فى الآخر ما بيصقفش، ليه يا أخويا؟ تعرف انت تقول كلام زى ده؟ طب بلاش، انت عمرك طلعت فى أغنية قبل كده؟
المشكلة الحقيقية هى أن أمين الشرطة أفضل قطعا من أمين جامعة الدول العربية، فالثانى ليس من سلطته حمل السلاح، ولا ضرب المواطنين سواء المصريين أو الأجانب، وليس لديه كارنيه يتيح له ركوب أتوبيسات هيئة النقل العام مجانا.
يمكننى أن أضرب لك مثالا بسيطا تأكيدا لما أقول: تخيل معى أن عددا من أطفال الشوارع يجلسون تحت أى كوبرى من كبارى عصر النهضة والعبور والسلام، ويمسك كل منهم بعلبة «كانز» مليئة بالكُلّة، رافعين شعار: ما تقولش حاجة ساقعة قول «كوكا كُلّة»، وفجأة صرخ أحدهم: أمين شرطة، أمين شرطة، ستجد أى رد فعل، إما الجرى، أو الاختباء، أو على الأقل إخفاء المخدر الرخيص احتراما للسلطة التى ستمر.. تمام؟ تخيل بقى أن أحد هؤلاء الأطفال صرخ: أمين جامعة الدول، أمين جامعة الدول، أنا شخصيا أعتقد أن صوتا جماعيا سيصدر منهم، ليس اعتراضا على مقام الأمين، ولكن على صاحبهم عديم التمييز، الذى لا يستشعر مواطن الخطر.
قديما كانت أغنية المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم: «باكره إسرائيل»، هى النشيد الوطنى فى شارع جامعة الدول العربية، لكنى أطالب بأن نستبدل بهذه الأغنية رائعة المطرب الشعبى أيضا طارق الشيخ، التى يقول مطلعها: «أهو ده اللى انا باخده منك، كلام، كلام وبس».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة