أهم ما يميز أبناء الدقهلية.. هو الافتخار بالانتماء لهذه المحافظة العريقة والسبب من وجهه نظرى هو اعتيادهم على العمل الجماعى.. وانتشار ثقافة الجهود الذاتية على نطاق واسع. الأسبوع الماضى كتب الأستاذ سعيد الشحات مدير التحرير عن المشاهير الذين أنجبتهم الدقهلية.. ورغم أنه نسى عددا من الشخصيات المعروفة، لكن هناك اسما سقط سهوا من ذاكرته.. وهو صلاح نصر رئيس المخابرات المصرية.
وصلاح نصر ابن قرية سنتماى التابعة لميت غمر، رجل مثير للجدل.. وأغلب أبناء جيلى تربوا على كتابات لم تترك فضيلة للرجل.. حتى أننى كنت أتصوره وحشا كاسرا.. يرسل من يأتون إليه بالنساء ليفترسهن.. وقرأت لمصطفى أمين وهو يصور الرجل وكأنه قاتل أجير يرى العالم كله من خلف نظارته السوداء.. هذه كانت قناعاتى أيضا مع كتاب أيام الانفتاح.. حتى ساق إلى القدر مقابلة مع رجل قال لى ما سبب لى ما يشبه الصدمة.. كانت ذكرى حرب 56.. وتحدثت إلى رجل من أصحاب الفضل على شخصيا، وهو محسن لطفى السيد وهو ابن المفكر والفيلسوف أحمد لطفى السيد.. فهو كان قريبا من أعمال المقاومة السرية فى القناة.. وروى لى الرجل عن الدور الوطنى لفؤاد سراج الدين.. ولكن الأستاذ محسن روى كثيرا عن رجل لم يكن مشهورا.. شأنه كغيره من أبناء مصر المخلصين.. عم محسن نصحنى بمقابلة قائد المقاومة السرية فى بورسعيد.. وبالفعل رتب لى لقاء مع اللواء سمير محمد غانم.. أو الصاغ الذى أدار عمليات الأبطال ضد الإنجليز.. قابلت الراحل الشريف اللواء سمير فى مكتبه بإحدى الشركات الاستثمارية.. وحصلت منه على تفاصيل وصور للأبطال الذين قدموا أرواحهم سرا، وبعيدا عن الكاميرات التى تلاحق أشباه الرجال.. وتعددت اللقاءات مع الرجل وكتب عددا من المقالات فى تجارب صحفية كنا نساهم فيها أوائل التسعينات.. لكن الصدمة التى قالها الراحل سمير غانم لى تخص صلاح نصر.. قال إنه الأب الروحى لكل عمليات المخابرات الناجحة.. أشاد كثيرا ببطولة الرجل.. وأن كل ما أثير ضده من أشخاص لم يلتقوا صلاح نصر ولو مرة واحدة.
اللواء سمير محمد غانم والذى تقاعد وهو وكيل للمخابرات قال جازما لولا صلاح نصر ما كان لنا جهاز مخابرات وطنى يجمع على الثقة فيه.. المعارض قبل المناصر للنظام.. قال «أسس الجهاز على أعلى مستوى من الاحتراف».
أردت فقط أن أذكر زميلى سعيد الشحات أنه نسى رجالا شرفاء، قبلوا أن يدفعوا من سمعتهم فى سبيل بلادهم.. وبالمناسبة كل الأسماء الشريفة المذكورة فى المقال هم من أبناء الدقهلية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة