هزمت إيران فى الانتخابات اللبنانية بهزيمة الميليشيات التابعة لها وانتصرت الدولة اللبنانية التى تسعى للاستقلال الثانى عن كل إرادة خارجية.
كان حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله بكل خطبه وصراخه وأسلحته المشهرة فى وجه اللبنانيين والعرب، يؤكد توقعه بالفوز الساحق قبل الانتخابات اللبنانية، وأظهرت صناديق الاقتراع أن الأغلبية لإرادة الشعب اللبنانى والهزيمة للطائفية البغيضة ولإرادة طهران التى احتفل حزب الله بذكرى الخومينى قبل ساعات من بدء الانتخابات دون مراعاة لشعور الشعب اللبنانى الذى تحمل أخطاء ميليشياته وغروره فى حرب الصيف يوليو 2006، وتحمل غروره فى معاداة الدولة المصرية ومناطحة التاريخ والثقل العربى والدولى، وممارسة أعمال استخباراتى على الأراضى المصرية دون أى مراعاة للسيادة المصرية.
الناخب اللبنانى قال كلمته، وأعطى الأغلبية لقوى 14 آذار، وأعاد الاعتبار للشهيد رفيق الحريرى فى مثواه كأحد بناة الدولة اللبنانية الحديثة ودعاة استقلالها عن سوريا وإيران،71 لتيار استقلال لبنان مقابل 57 لتيار الفتنة التى يقودها نصر الله والجنرال عون، أصحاب التحالفات السوداء والمصالح الانتهازية ودعاة الفوضى القديمة الجديدة على جثث الشعب اللبنانى.
لقد أعجبتنى كلمات السياسى المخضرم نبيه برى، عندما قال بالنص "أيها اللبنانيون، بدءاً، ومع القبول الكامل بنتائج الانتخابات النيابية وتقديم التهانى إلى الفائزين، فإننى على المستوى الوطنى أرى أن لبنان انتصر على رهانات الفوضى والفتنة وربح مرة جديدة وجوده وسمعته كبلد ديمقراطى وأصبحت قوته فى ديمقراطيته، إلى جانب مقاومته، وتأكد أصلاً رهاننا أن قوة لبنان هى فى وحدته الوطنية".
لا مبرر لحزب الله وحلفائه بوجود تزوير، وأنصاره كانوا موجودين بالعشرات عند كل صندوق وفى كل مقاطعة، والرقابة الدولية برئاسة الحكيم جيمى كارتر كانت حاضرة لجميع مراحل العملية الانتخابية.
تأكدت زعامة النائب سعد الحريرى وترسخت أقدامه، وعلمته المحن والأزمات كيف يكون متزناً وعاقلاً فى خطابه السياسى أمام تصرفات دعاة الفوضى والغوغائية الذين يرفعون الأعلام الطائفية وأصحاب الأجندات الخارجية ودعاة، اعتبار لبنان إمارة إسلامية وإقليم تابع لسوريا وإيران.
إن الشعب اللبنانى الذى خرج بثورة الأرز المليونية، وضحى بالشهداء فى سبيل استقلال الدولة اللبنانية وتحرير الإرادة الوطنية، تعلم من دروس حروب زعماء وميليشيات الحروب، وفضل العلم اللبنانى على غيره من الرايات السوداء والصفراء.
لقد انتصر العلم اللبنانى وانتصرت الشرعية الدستورية على الشرعية الثورية، فعلى حزب الله وإيران وسوريا أن يعترفوا بانتصار تيار الاستقلال وهزيمة دعاة عودة لبنان إلى عصر الحرب الأهلية البغيضة التى قسمت لبنان ووحدته، ودفعت به إلى عصور الظلام والتردى السياسى والوطنى.
إن لبنان العروبة والشموخ والأرز والجبال والجمال والشعراء لن تكون فريسة لأى تيار يريد خروجها من خارطة الاعتدال إلى معسكر التشدد والانقسام والتبعية. سيجدون الشباب والفتيات الحالمين بمستقبل أفضل لوطنهم لهم بالمرصاد ولن ترهبهم أسلحة الميليشيات وصرخات المأجورين والمذعورين من رياح الديمقراطية عندما تردد مع فيروز"بحبك يا لبنان .. يا لبنان بحبك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة