ظهور الحاخام اليهودى يوسرائيل دوفيد فى برنامج «بلدنا» نهاية الأسبوع الماضى ربما حمل بعض الصدمة للمشاهدين فى البداية، ولكنه ما إن بدأ حديثه فى فضح المخططات الصهيونية إلا وتلقى ترحيباً واسعاً من كثير من المشاهدين، دعا الرجل إلى تفكيك دولة إسرائيل على أساس توراتى وأدان هذه الدولة التى يرى فيها نموذجا صارخا للوحشية والعدوان ضد الإنسانية وأكد مساندته بكل قوة للحق الفلسطينى حتى بدا وكأنه يتحدث بلسان عربى، لم يكن رأى الحاخام هو الشىء الوحيد المبهر ولكن انضمامه إلى قافلة «viva palestina» المتوجهة من الولايات المتحدة إلى غزة عبر رفح المصرية أكد لنا حقيقة هامة، هى أنه هناك ما يجب علينا استثماره وأننا عندما نتحدث عن المجتمع الدولى الصامت على المجازر والقهر وجرائم الحرب التى تقترفها الدولة العبرية فنحن نتحدث فقط عن الحكومات الغربية وخاصة الأمريكية التى يسيطر عليها أو يخترقها اللوبى الصهيونى، علينا أن نسأل أنفسنا لماذا نَصب كل اهتمامنا (على الأقل إعلامياً) على هذا «المجتمع الدولى» الذى لا أمل ولا رجاء فيه فى تقديم أى مساندة للفلسطينيين؟ لماذا لا نُلقى ضوءاً كافياً على الآلاف وربما الملايين من الناشطين الغربيين الذين يناصرون حقوقنا بالكلمة وبالفعل أيضاً؟ ليس من منطلق التشجيع فقط ولكن من منطلق استثمار وجودهم وتوسيع انتشارهم وتزكية قوتهم فى مواجهة القوى الصهيونية التى تتعمد محاربتنا ومحاربتهم، أكد الأمريكى جيمس مارتن، أحد أعضاء القافلة والمشرفة عليها فاطيما محمدى الأمريكية من أصل إيرانى، التعتيم الإعلامى المُتعمد فى الولايات المتحدة لهذه القافلة ولكل ما يقوم به هؤلاء النشطاء بالرغم من انتشارهم فى المجتمع الأمريكى وخارجه.
ألا يبدو من المنطقى أن نلهث نحن، على جميع المستويات، لدعم قافلة أمريكية حاملة للفلسطينيين مساندة شعبية عالمية وسبعاً وأربعين مقطورة للمساعدات الإنسانية ويشارك فيها أيضاً النائب البريطانى السابق جورج جالاوى المعروف بمناصرته للفلسطينيين والعرب؟ من هذا المنطلق استقبلت نقابة الصحفيين المشاركين فى القافلة استقبالاً حافلاً، ومن هذا المنطلق ألقينا عليها الضوء فى برامج التوك شو، ومن هذا المنطلق أيضاً صُدِمْت عندما قرأت على موقع القافلة vivapalestina-us.org أن المتطوعين المائة فى القافلة اضطروا لقضاء ليلتهم فى الثانى عشر من يوليو فى قافلاتهم عند «كوبرى مبارك للسلام» بعد أن رفضت نقطة التفتيش هناك عبورهم قناة السويس وطلبت منهم العودة إلى القاهرة لأنها لم تتسلم قائمة بكل أسمائهم، يؤكد منظمو القافلة أنهم سلموا هذه القائمة كاملة ودقيقة إلى السفارتين المصريتين فى كل من واشنطن ولندن قبل أن تطأ قدم أى منهم الأراضى المصرية، وأصروا على البقاء فى حافلاتهم قائلين إن معاناة ليلة واحدة لا تُقارن بالمعاناة اليومية للشعب الفلسطينى وأنهم سيصلون غزة رغم أى مصاعب، إن كان على مثل هذه القافلة أن تواجه مصاعب، فلماذا على أرض مصر؟.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة