يتيم ترك أيتاما.. الوجه الحزين للضاحك البرىء يونس شلبى ومعاناته بأيامه الأخيرة

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024 06:38 م
يتيم ترك أيتاما.. الوجه الحزين للضاحك البرىء يونس شلبى ومعاناته بأيامه الأخيرة يونس شلبى
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر اليوم 17 عاما على وفاة الضاحك البرئ يونس شلبى الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 12 نوفمبر عام 2007 بعد رحلة فن أضحك خلالها الملايين ورحلة حياة عانى خلالها الكثير من المآسى والأحزان.

يونس شلبى الذى رسم البسمة على شفاه الكبار والصغار ببساطته وبراءته وأدائه التلقائى وهو يجسد شخصية الواد منصور ابن الناظر فى مسرحية مدرسة المشاغبين، وعاطف السكرى في مسرحية العيال كبرت، والذى أمتع وعلم ملايين الأطفال وهو يجسد شخصية بوجى في مسلسل الأطفال بوجى وطمطم، وغيرها عشرات الأدوار في المسرح والسينما والتليفزيون.

ورغم كل هذه الكوميديا التي أمتعنا بها الفنان الراحل إلا أنه عاش في حياته أحزاناً ومآس كبيرة امتدت حتى بعد رحيله ليرثها أبنائه الذى تركهم أيتاماً كما عاش هو يتيماً في وقت مبكر.

وفى حوار لليوم السابع تحدثت "سيدة" أرملة يونس شلبى عن هذه الأحزان التي لا يعرفها محبو الفنان الراحل فى طفولته، وقالت  «يونس مولود فى 30 مايو 1941 فى مدينة المنصورة، وهو أخ وحيد على بنتين وهو الابن الأصغر، كان والده تاجرا كبيرا فى بورصة القطن وخسر فلوسه ومات من الحزن وترك زوجته شابة ومعها ابنتان فى عمر 15، 17 عاما، ويونس لم يتجاوز عمره 3 سنوات".

وتابعت: «والدته جوزت البنتين وعاشت باقى عمرها مع يونس، كانت روحه وكان روحها، وبعد حصوله على الثانوية العامة فى المنصورة اتنقلت معه ليعيشا بالدراسة، ثم حدائق القبة فى القاهرة بعد التحاقه بكلية التجارة جامعة عين شمس، وكانت مواهبه الفنية ظهرت فى فرق التمثيل بالمدرسة والجامعة".

كان الفنان يونس شلبى يعمل خلال فترة دراسته الجامعية فى الحسابات بمستشفى أبوالريش وبجامعة عين شمس، لينفق على نفسه ويساعد والدته على أعباء الحياة، كما أشارت أرملته.

وتكمل: «بعد حصوله على بكالوريوس التجارة التحق بمعهد الفنون المسرحية تعرف على حسن مصطفى وعادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكى وهادى الجيار وبدأ مشوار الفن، واشتغل يونس فى بدايته أدوارا صغيرة فى بعض الأفلام، ولكن بدأت شهرته مع مدرسة المشاغبين أوائل السبعينيات، وربنا كرمه وأخد شقة تمليك وعاش مع والدته فيها وبدأت رحلة تألقه".

وعن زواجهما قالت: «يونس كان مرتبطا بوالدته جدا، لأنها عاشت حياتها له ورفضت الزواج، رغم إنها كانت صغيرة وجميلة جدا وقت وفاة والده، وكان بيدور على عروسة تراعى والدته وتستوعب ارتباطها بيه، وعلشان كدة اتأخر فى الزواج حتى سن 45 سنة».


تزوج يونس شلبى عام 1986 وأنجب 5 أبناء هم: شيماء و عمر ودعاء وهاجر وسارة وأمينة، وارتبط بأبنائه ارتباطاً كبيراً، وواصل رحلة تألقه حتى داهمه المرض.

تحكى  الزوجةعن بداية أيام الحزن والشقاء: «يونس كان بيعانى من مرض السكر وعمره 30 سنة، وفى عام 1994 أثناء عرض مسرحية فلاح فى مدرسة البنات بدأت تظهر عليه مضاعفات السكر، فأصيب بغرغرينة فى إصبع قدمه، وأزمات بسبب ضيق الشرايين، وأجرى أكثر من جراحة زرع شرايين فى ساقيه، ومنها جراحة فى لندن تكلفت 50 ألف دولار، وفى عام 1995 ماتت أمه فكانت أكبر أزمة فى حياته".

وتابعت: «يوم وفاة أمه صرخ، شرايينى ماتت معاكى يا أمى، وفعلا بعدها تدهورت حالته الصحية والنفسية، وأصيب بجلطات فى القلب والمخ وأجرى عمليتين قلب مفتوح وأنفق مبالغ كبيرة على العلاج والعمليات، كانت النقابة بتساعد لكن أغلب التكلفة من ماله الخاص".


وتضيف: «يونس كان مسالم فى حقه وياما منتجين أكلوا عليه فلوس، والحال اتغير بعد مرضه، لكنه فضل يشتغل حتى بعد إصابته بشلل نصفى وجلطة فى المخ، ومكانش عاوز يتذل ولا يمد إيده لحد، وقبل وفاته بشهر شارك فى مسلسل مع سمير غانم، كما شارك فى مشاهد قليلة فى فيلم طيور الظلام مع عادل إمام، واشتغل مسرحيات للأطفال، وبدأ الشغل يقل وزادت متاهات المرض، واضطر يبيع كتير من أملاكه لتغطية نفقات العلاج والعمليات».


تحكى عن المرحلة الأخيرة فى حياته قائلة: «وصانى على تعليم العيال مهما حصل، وفى أواخر أيامه وبعد مرور مراحل كتيرة من المرض سمعنا عن دكتور بيعمل عمليات زرع نخاع، وبالفعل أخذ عينة من نخاع المفصل وحقنها فى مفصل الرقبة وبعدها خرج للبيت، وفى اليوم التالى ذهب لصلاة الجمعة، وعاد يشتكى من صداع شديد ودخل فى غيبوبة، وظل فى العناية المركزة لمدة 17 يوما، وبعدها فارق الحياة فى نوفمبر 2007 ودفن فى مقابر العائلة بالمنصورة".


تتحدث عن حياة الأسرة بعد وفاته، مشيرة إلى أن شيماء، أكبر الأبناء، كانت فى الصف الثانى بكلية التجارة، وعمر فى الصف الأول بكلية الإعلام جامعة أكتوبر، وباقى البنات فى المرحل المختلفة من التعليم، وأصغرهم أمينة فى الصف الرابع الابتدائى، وقيمة المعاش الشهرى الذى تحصل عليه الأسرة 600 جنيه من نقابة المهن التمثيلية، و1700 جنيه من وزارة الثقافة، وهو كل العائد الذى كانت تحصل عليه الأسرة، التي عانت بعد رحيل عائلها.
 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة