أضحكنى وأعجبنى ما قاله زميل محترف عن ON TV: «أخيراً بقت فى النور»! شعار القناة منذ نشأتها هو «خليك فى النور» ولكنك بالرغم من تميز موضوعاتها، كنت تشعر أنك فى ظلام قاتم، استطاعت القناة منذ أسبوعين فقط أن تملأ المساحة الشاسعة بين «نيتها» فى أن تبقيك فى النور و«نجاحها» فى أن تشعرك وتقنعك بأنك فعلاً فى النور، أكبر وأصغر وأعم وأدق تفاصيل العمل التليفزيونى هى التى تملأ هذه المساحة بين النية والنجاح فى توصيل وتنفيذ شعار أى قناة، بدايةً من اختيار الموضوع الشيق وزوايا مناقشته، مروراً بألوان الديكور وشكل كل كادر وما فى كل سنتيمتر فيه من جرافيكس أو خلفية وعمق وملابس المذيع وماكياج المذيعة ونبرة صوتهما؛ تفاصيل تملأ كتب ومجلدات وتُختزل فى تعبير واحد «احتراف تليفزيونى»، حتى إن تفاوتت درجة هذا الاحتراف أو اختلف المشاهد أحياناً فى إعجابه بما يُقدم فالقاعدة هى أن ما يُقدم على الشاشة صُنِع «زى ما الكتاب بيقول»، رأيت على ON فى إطار بصرى مدروس، جرأة مع وقار واحترام حتى عندما تتطرق إلى العلاقة الزوجية أو الإيدز، وتغطيات لأحداث هامة لا تقل فى مستواها عن أكبر القنوات الإخبارية، أما عودة المُحاور الرائع طارق حبيب فى «كرسى الاعتراف» وأيضاً الإعلامى القدير يسرى فودة, الذى ينتظر كثير من المشاهدين رؤية ما سيقدمه على شاشة مصرية بعد مشوار مهنى احترافى طويل بالبى بى سى والجزيرة فهو ما يجب استثماره لدفع القناة بقوة نحو مكانها على الخريطة الإعلامية الذى من المفترض أن تكون ON TV حددته لنفسها بالفعل، وهنا يواجه الإعلامى ألبرت شفيق, صاحب الخبرة الطويلة فى الصحافة التليفزيونية والإنتاج التليفزيونى والذى يرأس القناة حالياً, تحديين أولهما العائد المادى, فمن الطبيعى أن أى جهة ممولة لقناة تليفزيونية لن تستمر فى إنفاق الملايين سنوياً إلى الأبد، حتى إن لم يكن المكسب المادى هو الهدف الأول وراء إطلاق القناة ولكنها فى حاجة إلى تغطية إنفاقها على الأقل، وبما أن ON TV تعتمد على مواد جادة ذات طبيعة إخبارية فى معظمها، فإنها أمام مهمة شاقة إن لم تكن مُعضلة، أما التحدى الثانى فهو تحديد توجهها، ولا يتطلب ذلك الإفصاح عنه بشكل مباشر، إن أنجح القنوات المماثلة هى التى يعلم مشاهدوها توجهاتها وأجندتها؛ ولا يتوقع المشاهد أن تكون التسلية فقط هى هدف قناة يمتلكها مستثمر بحجم رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس، فلا عيب أن يكون لها أجندة من أى نوع، بالعكس قد يَخدم القناة تسويقياً أن يكون لها أهداف واضحة إن كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية طالما أنها تحافظ على أخلاقيات المهنة والمشاهد، إن استطاعت ON TV أن تضع النقاط فوق الحروف فى هذين التحديين فستصبح فى أغلب الظن الحصان الرابح فى حلبة الإعلام المصرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة