س1-لماذا أغلب الناس فقيرة، مع أن مصر تمتلك موارد وثروات عظيمة؟
س2- هل سيخوض جمال مبارك الانتخابات الرئاسية القادمة؟
س3- هل تحب الرئيس مبارك؟
س4- لماذا المصريون يفكرون بطريقة دينية واضحة؟
س5- هل شاهدت المبارة التى فازت فيها أمريكا على مصر مؤخرا؟
وغيرها من الأسئلة الخاصة عن اختيارى لأدب الجاسوسية كى أكتب فيه من خلال روايتى "الجاسوس 388"، طرحت علىَّ فى لقاء جمعنى بطلبة قسم اللغة والأدب العربى، بجامعة جورج تاون فى العاصمة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك أثناء حضورهم برنامجا تدريبيا هذه الأيام بجامعة الإسكندرية بصحبة أستاذتهم الروائية النابهة الدكتورة ريم بسيونى.
درجة النضج لهؤلاء الشباب أعلى ممن فى سنهم فى مصر، ملاحظاتهم ذكية وأسئلتهم كلها عن المستقبل والمستقبل البعيد.
أعترف أننى فكرت للحظات قبل الإجابة عن بعض الأسئلة، خاصة السياسية منها، لكن على أى حال كان على أن أقدم إجابات مقنعة لعقول تفكر بشكل مختلف عن عقول الغالبية من شبابنا، فهم أى شاب مصرى اليوم فى بداية حياته هى وظيفة وشقة وسيارة وخط محمول فاتورة وفتاة يتزوجها على طول، يقضى بها على تلك المعادلة الصعبة بين ما يراه فى الفضائيات وما يعيشه من كبت على كل المستويات.
على سؤال فقر الأغلبية مع امتلاء مصر بالموارد والثروات، أجبتهم: من الطبيعى فى أى دولة أن يكون الفقراء أكثر، ولكن مع ذلك فالأب الفقير ماديا هنا يحاول أن.. حتى وجدت نفسى أشعر بغصة فى نفسى عندما وصلت للحديث عن الثروات العظيمة.
أما السؤال الثانى، فأجبتهم بعد ابتسامة "ربما" وما المشكلة، السيد جمال مبارك مثله مثل أى مواطن من حقه أن يرشح نفسه، وأن يخوض الانتخابات كما فعل لديكم فى أمريكا جورج الابن الذى اختاره الشعب الأمريكى لفترتين متتاليتين، ولم يعبه أن أبوه كان رئيسا أيضا، طالما أن النتائج كانت معبرة عن إرادة الشعب.
السؤال الثالث، أجبتهم عليه بأننى فى المرات القليلة التى كنت أحضر فيها احتفالات رسمية فى الدولة، وكنت على مقربة من الرئيس مبارك، كنت أشعر نحوه بعاطفة وتقدير واحترام شديد.
أما إجابة السؤال الرابع، فقد شكرت صاحبه وقلت له بأن من سمات الشخصية المصرية التدين، سواء كان المواطن مسلماً أو مسيحياً أو حتى يهودياً، وبالمناسبة نحن فى مصر ليست لدينا إطلاقاً مشكلة مع اليهودية كديانة، أما فى الوقت الحالى فالتفكير بطريقة دينية فى مصر له ألف سبب وسبب، أولها غياب العدالة الاجتماعية والإحساس بفقدان الأمل، وآخرها الفضائيات الدينية.
أما سؤال المباراة التى فازت أمريكا فيها على مصر، فكانت إجابتى لهم غريبة وغير مقنعة، وقد شاهدت أثرها على وجوههم حينما قلت لهم: لا لم أشاهدها، فأنا لا أحب الكرة، لكننى اكتفيت بمعرفة النتيجة حتى إذا سألنى أحد الاصدقاء، لا أتهم بأننى من كوكب آخر.
كان لقاء ممتعاً مع هؤلاء الطلبة الذين تجمعهم فقط الجنسية الأمريكية، لكن جذورهم من كينيا وأرمينيا والهند وألمانيا وروسيا وغيرها من بلاد الله، وكلهم يعتز بأمريكيته وبرئيسه أوباما، ولكن للأسف لم تكن معى نسخ كافية من روايتى حتى أهديها لهم جميعا.