أشرف عبد الشافى

لليسار..دُر

الثلاثاء، 21 يوليو 2009 06:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نظام متعجرف وغارق فى الفساد .. ديكتاتورى متوحش يغتال أحلام الشباب".
قد تسمع تلك الكلمات التى هى "زى العسل" من جهبذ "يسارى" محترم يتحدث بصوت جهورى إذا اشتكى عامل فى مصانع الأستاذ محمد أبو العينين أو الأستاذ السلاب أو أى أستاذ من الأساتذة الكبار فى البلد .. وهذا جميل ورائع ومحمود، لكنك وبكل أسف لن تسمع هذا الصوت الجهورى الغاضب اذا اغتال "اليسار" نفسه شبابا فى عمرالزهور ومع سبق الإصرار والترصد وفى واقعة ماثلة أمامنا مازلنا جميعا متخاذلين تجاهها!!

أحدثكم عن قضية صحيفة "البديل" التى كانت ملكاً خاصا لمجموعة من كبار اليساريين فى مصر ممن ينتمون إلى الثوار الاشتراكيين وإلى القوميين وإلى الناصريين وإلى كل حاجة. هم: "صبرى فوزى وعادل المشد وسيد كراوية"، وفجأة وبدون مقدمات قررالسادة السالف ذكرهم " قفل الدكان" وتشريد مجموعة من أفضل الصحفيين الشباب، كانت البديل صحيفتهم وبيتهم ومستقلبهم الذى جاءوا وراءه من كل قرى ومدن مصر، شباب وفتيات تلمع عيونهم بالموهبة وبالرغبة فى التحقق، استأجروا الشقق، حشروا أجسادهم وسط زحام القاهرة وتحايلوا على الحياة الصعبة بحثاً عن أمل وحلم قادم لا محالة.

وفى ساعة ضهرية.. وبضربة واحدة "حشّ" حيتان البيزنس اليسارى الجدد رقبة هذا الحلم!، اجتمعوا فى غرفة مكيفة مثل جنرالات الحرب وقرروا إعدام الأسرى، أو تدفئتهم كما طلب خالد بن الوليد من جنوده، وبينما كان الشباب يجهز العدد اليومى ويطمئن كل منهم أن موضوعه "نازل" جاء الخبر الصادم وسقطت الأقلام من هوله، فاليد التى امتدت بالأمس ترحب بالأحلام هى التى تمتد اليوم لتغتالها اغتيالاً مروعاً راحتْ مرارته تزداد يوما بعد يوم، وظهرتْ صورة "يسار" جديد له مخالب وأنياب حادة، "يسار" يعرف الخبث ويحفظ قاموس أكل الحقوق و"الاغتيال "المعنوى والمادى".

وأنا لا أعرف السادة "صبرى فوزى وعادل المشد وسيد كراوية"، وأجهل إنجازاتهم فى مسيرة التحررالوطنى، لكننى أعرف أنهم قتلوا جيلاً كاملاً جهاراً نهاراً وبقلب بارد!

قضية صحفيى البديل فضيحة لليسار المصرى كله بل استثناء، ومحاكمة السادة السالف ذكرهم وإجبارهم على إعادة حقوق الصحفيين والعمال فى البديل مسؤليتنا جميعا وليست مسئولية نقابة الصحفيين وحدها، فالجناة أمامنا، وهذا أدعى بمواجهتهم بجرائمهم، فأسوأ شىء فى الحياة أن تكون قضيتك بين يدى مجهول، طرف خفى لا تعرفه، وذاك هو حال زملائنا فى صحيفة الشعب، إنهم يرفعون الشكاوى ويتظاهرون ويعتصمون ويفعلون كل شىء بحثا عن حل، أى حل، يعيدهم إلى الحياة ويضمن لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة .. لكن قضيتهم بين يدى مجهول له ألف ذراع ..وعمليات الإنقاذ متعثرة وصعبة، فهل ننتظر مصيراً مشابهاً لضحايا البديل بينما الجناة أمامنا نشاهدهم ونعرف أماكنهم ونراهم يكتبون المقالات دفاعاً عن جريمتهم وتبريرا لفعلتهم؟!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة