مدحت قلادة

رسالة إلى الأخيار

الأربعاء، 29 يوليو 2009 07:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الله أكبر.. الله أكبر..، وخيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود.. شعارات يرددها مئات المهووسين المدججين بأيديولوجية الكراهية، منهم من يحمل سكيناً أو إناء به بنزين، أو حجارة... إلخ.

الهدف واحد هدم الكنيسة وعدم إقامة شعائر دينية للأقباط بها، تكررت هذه المشاهد فى عزبة بشرى، وعزبة جرجس، وعزبة باسيليوس، وعزبة الحواصلية ببنى سويف كما حدثت سابقاً فى العديسات، والعياط، والقليوبية، والدقهلية، واكتسح هذا الفكر المتطرف جميع محافظات مصر، وتناول الإعلام العالمى تلك الهجمات الطائفية ضد الأقباط بالتحليل، ونشرت وكالات الأنباء مثل رويتر، والبى بى سي، وفرنس برس، الاضطهاد المرير والمتزايد ضد أقباط مصر، كما ظهر كذب ادعاءات النظام بعدم وجود اضطهاد للأقباط، فلمصلحة من؟! ومن المسئول عن ذلك؟!

ترى هل لمصلحة النظام؟ أم الجماعات المتطرفة "جماعات الإسلام السياسى"؟ أم يد خارجية تعبث بالأمن القومى المصرى؟ من المؤكد جميع هذه الأحداث الدموية تصب فى مصلحة النظام، فمصلحته فى بقاء لهيب نيران التطرف لاستمرار العمل بقوانين الطوارئ عشرات السنوات، وقبول مساعدات من دول الغرب لمكافحة الإرهاب.. والأهم القضاء على فكرة الدولة المدنية. وأيضاً لمصلحة جماعات الإسلام السياسى بصفتها حامية حمى الإسلام والمتحدث الرسمى باسمه، ولتجنيد الغوغاء والدهماء فى الشارع المصرى، ولمصلحة دول الجوار بإظهار مصر دولة غير مستقرة داخليا للحد من مكانتها فى المنطقة.

تقع مسئولية انعدام الأمن والأمان فى المحروسة بالطبع على النظام لاختراق أيديولوجية التطرف للقيادات الرئيسية به، بدليل انعدام تواجد الأقباط فى المجلس الأعلى للشرطة، وفى جهاز أمن الدولة، والأجهزة الرقابية...إلخ، ولكن المسئول الأول والأخير هو أنت شخصياً فصمتك جريمة فى حق الوطن وحق الإنسانية.

فبقدر ما يزيد عدد الأغلبية الصامتة بقدر ما يعلَّى ويرفع من صوت الأقلية المتشردة ليكسبها مصداقية ومشروعية فى الشارع المصرى، فصمتك جرح ليس فى حق شركاء الوطن فحسب بل ضد الإنسانية .

أخى القارئ: إن صراخ الأقباط فى الخارج إدانة لتقصيرك فى الدفاع عن نسيج مصرى أصيل.. إن صراخ الأقباط فى الخارج يدعوك لأن تعلو بصوتك ضد من ينتهكون حق إخوتك فى الأرض والعرض والمصير.

إن صراخ الأقباط فى الخارج هو صرخة لكل مصرى أصيل أنسته الوهابية المندمجة فى أكسجين الوطن واجبه نحو إخوته المقهورين.

إن صراخ أقباط مصر المهاجرين بسبب القهر والظلم والتطهير يساعدك على رفع صوتك لحل المشكلات داخلياً على أرض الواقع، وليس من خلال أحاديث ومقالات يسعى النظام منها للظهور بالموقف الليبرالى الذى يحترم حق الآخر ولكنه بالحقيقة لا يفعل شيئاً إيجابياً على أرض الواقع سوى التنفيس عن المشكلات وليس حلها.

أخيراً.. رسالة للأخيار، ارفع صوتك ضد الظلم، ضد الطغيان، ضد التطرف الدينى، ضد الاستبداد والفاشية الدينية والسياسية، ضد من ينتهك حق أخيه الإنسان.
من يصمت اليوم على سرقة بيت جاره سيكون هو الضحية غداً.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة