د.فوزى حتحوت

مروة وعلى

الأربعاء، 08 يوليو 2009 08:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقتل مروة الشربينى فى ألمانيا على يد متطرف إرهابى من أصل روسى، ومصرع إمام مسجد عربى بولاية كاليفورنيا إثر حريق غامض، يحمل دلالات العنصرية والفكر الإرهابى، خاصة مع وجود علامات العنصرية فى كل من الموقفين. فـالأولى تعرضت لعبارات الكراهية من هذا الأحمق التى بدأت بمشادة كلامية بين مروة والشاب الألمانى أليكس ذى الأصول الروسية فى حديقة للأطفال، عندما التمست منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، فما كان منه إلا أن قام بسبها واتهامها بأنها "إرهابية"، وذلك لارتدائها الحجاب!!، وهو ما يحمل دلالات أيديولوجية إرهاب الإسلام (الإسلام فوبيا)، وهو المصطلح الذى نشط بشدة بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001.

وما كان منها إلا أن تقدمت بشكوى ضده، وقضت المحكمة فى أواخر العام الماضى بتغريم المتهم 750 يورو، وفى الاستئناف أخرج الإرهابى سكيناً كان بحوزته، وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر أثناء محاولتهما إنقاذ الزوجة. ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل ولم ينته الوضع عند هذا الحد، فقد حاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك، بإطلاق عدة أعيرة نارية أصاب أحدها الزوج الذى سقط مغشياً عليه، ويرقد حالياً فى غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات فى مدينة دريسدن.

والثانى إمام مسجد بولاية كاليفورنيا يدعى "على محمد" غادر هو وأسرته من منزلهم القديم لتعرضهم لتحرشات ومضايقات من متعصبين ضد الدين الإسلامى، فقد لقى مصرعه على إثر ذهابه لمسكنه القديم لإزالة بعض عبارات الكراهية التى كتبها بعض المتعصبين والمتشددين ضد الإسلام على جدران المنزل، وعثر على الإمام ميتًا بالمنزل إثر حريق نشب فيه، وتشير الدلالات الأولى إلى منظمة تدعى كلو كلوكس كلان "Ku Klux Klan"، وهى منظمة اتخذت لنفسها شعار الصليب المحروق، ويطلق عليها اختصاراً KKK، هو اسم يطلق "وفقاً لموسوعة ويكبيديا" على عدد من المنظمات الأخوية فى الولايات المتحدة الأمريكية منها القديم ومنها من ينشط حتى اليوم. تؤمن هذه المنظمات بالتفوق الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية، وكراهية المثلية، وأخيراً إتباع نهج سياسى يقوم على حماية مصالح أهل البلاد الأصليين وتقديمها على مصالح المهاجرين، وتعمد لاستخدام العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم.

ولا شك أن هذين الوضعين المؤلمين وغيرهما نتجا عن أعمال إرهابية، وفى أقل وصف لهما إنها أعمال عنصرية واضطهاد وكراهية، وعندما تعرض اليهود لهذه الأعمال ما كان منهم إلا أن سعوا إلى إصدار قوانين تحميهم من العنصرية والاضطهاد، بل يعتبر من يتجرأ عليهم، ويقول كلمته التى قد لا ترضيهم يعتبر معادياً للسامية وتطبق عليه قوانين رادعة وغرامات كبيرة، واستطاعوا أن يغرقوا بها العالم الغربى، وأصبح كل من يتحدث عن اليهود بشكل يرونه غير لائق يعتبر خارج عن ناموس التعامل الكريم، ولا يحترم السامية! فبتدخل من اللوبى الصهيونى فى فرنسا صدر قانون "فابيس-جيبسو"، الذى يعاقب كل من ينكر تعرض اليهود للإحراق فى أفران الغاز على يد النازيين بالحبس والغرامة، وهى التهمة التى وجهت إلى جارودى بسبب ما جاء فى كتابة "الأساطير المؤسسة لدولة اسرائيل" المتعلق بـ "الانتقادات ضد السياسة الإسرائيلية والممارسات العنصرية لها"، وهو ذات ما استدعى بشأنه الكاتب الصحفى إبراهيم نافع، للتحقيق معه أمام المحكمة العليا فى باريس بتهمة العداء والتحريض ضد السامية وفقاً للقانون، إذ اعتبر قاضى التحقيق الفرنسى أن المقال يمثل تحريضاً على كراهية اليهود.

وحان الوقت على المسلمين والشرق أوسطيين، أن يثوروا فى أرجاء المعمورة وأن يطالبوا بوضع تشريعات وتفعيل المواثيق التى تحمى الرسالات السماوية من أى اعتداء عليها، وعلى معتنقيها، وأنها قيم ورسالات لا يجوز المساس بها، وكل اعتداء على معتنقيها يعرض المعتدى لأقصى العقوبات، كما فعل اليهود ولم يستطع أحد أن يقول، إنها حرية رأى وتعبير؛ فقد أصبح تعامل كل دولة إسلامية على حدة غير مقبول، بل يتحتم أن تدخل كل الجهات والهيئات الدولية والإقليمية والمحلية والأفراد والدول المهتمة والمنتسبة إلى الإسلام وغيره من الديانات السماوية، بل ومنظمات حقوق الإنسان (الجاد منها) إلى فرض قوانين صارمة فى مواجهة كل دعوة إلى التمييز الدينى أو العنصرى، "خاصة مع صلابة بعض الجماعات العنصرية والإرهابية مثل النازيون الجدد فى روسيا وألمانيا وإنجلترا وجماعة KKK فى أمريكا وغيرهما". فقد أصبح التصعيد الدبلوماسى لوحده غير كفيل من قبل كل دولة بمفردها، خاصة الدول التى اختارت طريق الوهن والتبعية فى ظل الكيانات والاتحادات السياسة.

ولزم علينا الآن، أن يكون صوتنا أكثر علوًا، كما فعل ويفعل اليهود فى كل ما لا يصادف هواهم، وأصبحوا أكثر سيطرة وهيمنة بمرور الوقت "مع الاهتمام بالدراسات والأبحاث والتخطيط"، وعلى الدول الإسلامية والشرق أوسطية، أن تعيد النظر فى سياساتها وضرورة إنشاء لوبى إسلامى عربى قوى قادر أن يسيطر وأن يخترق، ولن يتم مثل هذا قبل أن نضع قواعد التعاون بيننا، ونعيد جمع شملنا، وأن نعيد النظر فى علاقاتنا مع بعضنا البعض

*رئيس جماعة القسطاس للحقوق القانونية والدستورية








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة