محمد صلاح العزب

العجلة ليست من الشيطان

الخميس، 13 أغسطس 2009 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محدش يتريق، أو يقولى هات لفة.
فكرت مرارا وتكرارا أن أشترى عجلة، أى: بسكليتة، أى: دراجة. وسألت عن أفضل مكان يبيع الدراجات، فقالوا: «العجلة من الشيطان»، بحثت طويلا عن الشيطان حتى أشترى منه، فقالوا إن جميع العجل الموجود فى السوق صيني، وأنا لا أحب الصينى لسببين، لأنه يتكسر إذا سقط على الأرض، ولأن كل الأمهات توبّخ على هذا التكسير.

محدش يتريق، فقد اشتريت الدراجة، وصينى، وركبت، وبدلت، رغم أن كل الباعة يرفضون الترجيع والتبديل، لكننى أثبت أن لى شخصيتى المستقلة، خصوصا فى الملفات، فأنا أحب اللف والدوران، ولا أكره إلا المطبات الصناعية.

أصبح عندى الآن مركبة، لا أعنى فلوكة، ولكن أقصد ركوبة، الآن فقط يمكننى أن أفهم شعور عبدالحليم حافظ فى فيلم معبودة الجماهير وشادية أمامه على العجلة، وشعور محمد فؤاد فى أغنية فاكرك يا ناسينى وهو يخطف رغيف العيش من القفص وهو يقود بيد واحدة.
طبعا شادية اعتزلت، ولو تهورت أنا وخطفت العيش من القفص، سيجرى صاحبه ورائى وهو يصرخ: حرامى، حرامى، لهذا سأربط حزام البنطلون خوفا من المخالفات، ولن أتجاوز السرعة المقررة، وسأحاذر بالطبع من لمس الجنزير بيدى، نظرا لانتشار أنفلونزا الجنازير.

نتكلم جد شوية بقى، لماذا لا نعمم فكرة ركوب العجل فى مصر، بدءا من الولادة، فبدلا من أن نضع الأطفال المبتسرين (يقولونها: المبسترين) فى الحضّانة، نضعهم على الدراجة، وإذا كانوا قديما قبل اختراع الدراجات يقولون: إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فأنا أقول: إن مشوار الألف ميل يبدأ بلفة.

إلى كل زملائى المواطنين الصالحين، نداء من زميل، ركب العجلة، وضرب الجرس، وشد الفرامل: يا إخوانى لا تصدقوا قول القائل: فى العجلة الندامة، فأنا ركبتها حتى أختبر صدق هذه المقولة فلم أجد بها إلا الجادون، والعجلتين، والبدال، فى حين وجدت الندامة فى كل الوسائل المواصلاتية الأخرى، بدءا من التوك توك وأنت طالع.

سيقول البعض إننى تحولت إلى كاتب مأجور عند باعة الدراجات للترويج لبضاعتهم، ولهؤلاء أقول إننى لا أشجع أصلا فكرة الإيجار فيما يتعلق بالدراجات، لأنك فى العادة حين تستأجر العجلة تترك الشبشب رهنا، ضمانا لعدم التأخير، فتتأخر، ثم ترجع حافيا.. شوف بقى منظرك قدام الأولاد، اشتر دراجتك من حر مالك، واركب، وبدِّل، ولكن بلاش تضرب الجرس عمال على بطال، فى ناس كتير نايمين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة