جمال الشناوى

الأمن والسياسة

الخميس، 27 أغسطس 2009 09:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ملفات كثيرة فى الدول الكبرى يتولاها من خلف الستار خبراء الأمن.. حتى أن دولة بحجم روسيا مازالت تدور عجلة القيادة بها بين أيدى خبراء الـK.G.B بدليل أن السلطة لم تخرج من يدى بوتين.. فعندما انتهت ولايته كرئيس.. وكان لابد من أن يغادر الكرملين بموجب الدستور.. التفت القيادة الروسية على الدستور.. واستمر ضابط المخابرات الروسية السابق على سدة الحكم.. رئيسا للوزراء يقود، واستمر هو الرجل القوى.. فى الولايات المتحدة تسيطر وكالات الأمن القومى على كل شىء دون أى ظهور فى الكادر.. تعرض معلومات على الرئيس من خلال مجلس الأمن القومى ليتخذ القرار الذى تريده تلك الوكالات.. مهما كان توجه الرئيس هناك فهى قادرة على أن تنتزع منه «بإرادته» القرار الذى تريده.. ليخرج به على العالم متحمسا وتدور آلة الدعاية للترويج.

الصين هى الأخرى.. وفرنسا كذلك.. الديمقراطية هناك تأتى بالشخص الذى يريد الشعب أن يكون فقط «صورة» وكل ما يستطيع أن يفعله رئيس فى دولة كبرى مثل أمريكا أن يختار بعض من يتوافقون معه على رأس هذه الوكالات الأمنية.

فى مصر تجد أن أجهزة الأمن هى التى تتدخل دائما لتجميل صورة الحكومة.. أو معالجة العجز الذى تعانيه. والدليل هو ما حدث مؤخرا للصيادين المصريين فى الصومال.. فى أزمنة سابقة كانت تلك الدول تلهث للإرضاء الحكومة المصرية.. وربما استخدمت القوة العسكرية لتنفيذ رغبات مصر.. ولكن وزراء الخارجية الذين تولوا تلك الملفات كانوا من العجز الذى أسقط الصورة القوية لمصر فى عمقها الاستراتيجى جنوبا.. وأحمّل وزير خارجية سابق مثل عمرو موسى المسئولية، فهو الذى تفرغ لسنوات طويلة لتنجيم نفسه على حساب المصالح العليا لمصر.. وكل من خلفوه لم يكن لديهم القدرة على جعل أنفسهم كسلفهم الذى تلاحقه الكاميرات فى كل مكان.. وعندما يتوقف دوران تلك الكاميرات يتوقف عمل عمرو موسى.
ما حدث فى الصومال وتدخل أجهزة أمنية رفيعة لإنقاذ سمعة مصر وأبنائها ليس بجديد ولا هى المرة الأولى.. ولا أدرى سببا لإصرار تلك الأجهزة الأمنية على الصمت.. فهم مصدر الثقة الرئيسى لدى المواطن مهما كان انتماؤه السياسى.. ومجرد إذاعة تحرك على هذا المستوى من الأداء الوطنى يعيد إلى الشباب مهما كانت درجة إحباطه مشاعر حب الأوطان.

أرجو من الوزير عمر سليمان أن يخفف من المحظورات... فقط لعلاج حالة اللامبالاة التى تسربت إلى النفوس.. لإعادة الانتماء إلى أجيال من الشباب.. عاشت فقط فى أجواء صاخبة جعلها تنسى الوطن.. فتلك الحالة هى الخطر الرئيسى الذى نواجهه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة