لم ينتظر محمود عوض يوما أن أشيد بما يكتبه، كلما كنا نتحدث سويا يوم الأحد من كل أسبوع ، عقب إرساله مقاله الأسبوعى لليوم السابع كان سؤاله الأول :" إيه اللى عجبك فى المقال ، وإيه اللى مش عجبك"، ويزيد : "هل وصلك رد فعل عن مقال الأسبوع الماضى".
كان محمود عوض يمارس هذا الطقس كلما دفع بمقال جديد وكان له دائرة يستطلعهم فيما يكتبه، وكان يمارسه بعقيدة راسخة بداخله وهى أن الصحفى فى خدمة القراء ، وأن صدق الكلمة هو أقرب الطرق إلى قلب القارئ، عاش محمود عوض مخلصا لمهنته ومؤمنا بأن الكلمة الصادقة هى مفتاح الاستنارة فى كل شئ ، ومن هذه القناعة لم يذهب فى اختياراته إلى المنطقة الوسط فى كل شئ، كان حادا فى انتقاداته لكنها الحدة التى تتزين بالحجة والدليل وكان رائعا فى صياغاته الصحفية التى تفرد بها من بين الكثيرين من المواهب الصحفية التى مرت على الصحافة المصرية، موهبة محمود عوض الصحفية أكسبت الصحافة المصرية نقاطا عديدة أمام منافستها الصحافة اللبنانية ،وظل محمود بذلك موضع تقدير من الأوساط الصحفية العربية.
كان محمود عوض من صنف الكتاب الذين ينطبق عليهم قول أستاذنا الكبير الراحل كامل زهيرى:"اقرأ كأنك تعيش أبدا ، واكتب كأنك تموت غدا"، ومن اطلاعه الدائم على أحدث المؤلفات العالمية وتطورات السياسة الدولية والإقليمية كانت تأتى كتاباته فى مسار مختلف عن الآخرين، مسار أكثر نضجا وكفاءة.
محمود عوض
تميز محمود عوض بسحر أسلوبه فى الكتابة إلى الدرجة التى يبدو منها شاعرا سرقته الكتابة الصحفية، وتميز بتنوع إنتاجه الصحفى ليشمل السياسة والفن والأدب، كما كان له السبق بكتابة مسلسل إذاعى لعبد الحليم حافظ، وهو المسلسل الإذاعى الوحيد للعندليب الراحل.
رحيل الكاتب الصحفى الكبير محمود عوض
رحيل محمود عوض فى عيون زملائه وتلاميذه.. مكرم محمد أحمد: فقدنا كاتباً كبيراً.. صلاح عيسى: صانع صحف مبتكر.. لويس جريس: صاحب إدراك لرسالة المهنة.. سليمان جودة: رمز لكل الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة