سعيد شعيب

رقيب فى كل صحيفة

الثلاثاء، 04 أغسطس 2009 08:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما قالها صحفى سودانى لم أصدقه، فهل ما زالت هناك أنظمة حكم تفعل ذلك؟
للأسف نعم. فهناك رقيب فى كل صحيفة سودانية يراجع كل ما يكتب قبل النشر، وبالطبع يرفض الكثير، وفى أحيان أخرى، يراقب الجريدة بعد طبعها، فإذا خرجت عن الصراط المستقيم له ولمن يمثلهم، يتم وقف التوزيع نهائيا، وربما بعد تفاوض من هنا وهناك يتكرم ويوافق على توزيع جثة الجريدة على الناس، بعد نزع الصفحة التى لا تعجبه.

كنت أتصور مخطئا أن هذا النوع من الاستبداد اختفى فى شكله التقليدى، فهناك استبداد متطور، لا يلجأ أصحابه للرقابة المباشرة، فهى شكل قبيح ومستفز، ناهيك عن أنه أصبح من المستحيل أن يتحكم أحد فى الهواء، أقصد الفضائيات، ولا يمكنه أن يتحكم فى شبكة الإنترنت، ناهيك عن الموبايلات وغيرها وغيرها من وسائل الاتصال.

لكن نظام الحكم فى السودان، لم يتخلَ عن النسخة التقليدية فى الاستبداد، الشكل القديم الذى تجاوزه الزمن، رقابة حديدية على كل شىء وأى شىء، ينتقل البشير من خانة كونه مثلى ومثلك إنسان يتولى موقع الرئاسة، إلى أنه هو شخصيا السودان.. ومن ثم فإن أى انتقاد له، هو انتقاد للسودان نفسها، للوطن، وللإسلام الذى يستغله فى ترويج حكمه، ومن يفعل ذلك لابد وحتما يكون خائن وعميل وكافر ولابد من قطع رقبته.

الحقيقة أن ما يحيرنى ليس فقط هؤلاء الحكام، ولكن من يدافعون عنهم هنا فى مصر وفى العالم العربي، فبأى منطق يساندون نظام حكم يسن قوانين تسمح بمحاكمة صحفية سودانية لأنها ترتدى "بنطلون"، كيف يدافعون عن وجود رقيب فى صحفهم، هل يمكن أن يدافعوا عن الاعتقال ويرونه أمرا عاديا، هل يريدون أن القتل والاغتصاب فى دارفور حدثا عاديا، هل تدمير حقوق أشقائنا السودانيين أمرا لا يستحق الوقوف عنده؟

لا أعرف كيف يفكرون، ولكنهم سيقولون الكلام المكرر حول المؤامرة الغربية الصهيونية الأمريكية، التى تهدف إلى تقسم السودان وتدميره.. إلخ. لعن الله الغرب وإسرائيل وأمريكا، لأنهم الشماعة التى بسببها يعذب المستبدون العرب شعوبهم، وبسببها الحاضر والمستقبل مؤجل.. رغم أن أيا منهم ـ أقصد المستبدين ـ لم يتم ضبطه مرة واحدة يخوض حربا حقيقة لتقوية بلده، ولم يتم ضبطه يطلق رصاصة واحده فى اتجاه إسرائيل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة