من فضلك أمسك أنفك وأنت تقرأ هذا المقال.
سآخذك من يدك (بشرط أن تكون مغسولة) فى جولة، لكن عدّ معى، واحد: المفروض أن النظافة من الإيمان، اتنين: المفروض أن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، تلاتة: بالذمة ده منظر؟
لا تترك أنفك وقل لى، هل تذكر حمامات المدارس وقت أن كنت طالبا؟ أنا شخصيا كانت آخر كلمة تقولها أمى لى وأنا على السلم فى طريقى إلى المدرسة: «... واوعى تدخل الحمام».
ويبدو أن كل أمهاتنا كانت تقول هذا، لدرجة أننا تحولنا إلى شعب «مزنوق» طوال الوقت، مزنوقين فى المواصلات، وفى الأسواق والشوارع، وفى الفلوس، ولهذا يفضل معظمنا أن يفك «زنقته» أمام الجميع، أسفل الكبارى وبجوار الشجر وأعمدة الإنارة وأسوار أى شىء حتى الجوامع، وأنا شخصيا أعرف مسجدا كبيرا فى مدينة السلام مكتوب على سوره بخط كبير جدا وبشع: لا تتبول بجوار المسجد يا حمار.
نبدأ الجولة: حمامات بدون حنفيات، أو بحنفيات بدون جلدة، والنتيجة تحولها إلى بركة مياه، يدخلها الطلبة فتبتل أحذيتهم وجواربهم وبنطلوناتهم من عند الرجلين أولا، ومن عند المؤخرة إذا خلعوها حتى يفكوا عن أنفسهم.
90% من الحمامات فى المدارس بقاعدة «بلدى» وهى لمن لا يعرفها عبارة عن حفرة، ورغم أن ثورة يوليو المجيدة ألغت القاعدة «البلدى» وأرست عددا من «القواعد» لضمان حياة كريمة للمواطنين، فالمدارس لا تعترف بهذا.
المهم أن هذه الحفرة تكون مسدودة فى الغالب، وكما نعلم جميعا فإنه لا تسلم الحفرة العميقة من الأذى لأنها يراق على جوانبها الـ«بى بى». وبالتالى يدخل الطالب فلا يجد مكانا يضع فيه بصمته الخاصة، فيضعها كيفما اتفق.
إيه عاوز ترجع من الجولة؟ انت لسه شميت حاجة؟ هذا هو حال حمامات مدارسنا، واللى شايفنى ببالغ، حتى لو وزير التعليم نفسه ييجى معايا وأنا أوريه ما هو أبشع.
ستسألنى، وإيه اللى فكرك بالسيرة دى؟ وسأجيبك: لأن وزارة الصحة، بعد أنفلونزا الخنازير، اشترطت وجود «صابون» فى الحمامات، وهذه طبعا مشكلة، فـ«التعليم» اتفقت مع «المالية» على التربية والتعليم بدون صابون، أما التربية والتعليم بالصابون فلم يتم الاتفاق عليها، وبالتالى هناك «عجز» فى الميزانية، ولهذا صدر القرار: كل طالب يجيب صابونته معاه، وهذا القرار الحكيم لو صدر فى أى دولة محترمة لكن كافيا لـ«زحلقة» حكومة كاملة، ولكن حكومتنا رئيسها «نظيف» والحمد لله، كفاية هو.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة