فى مسيرة حياتنا يترك أشخاص بصماتهم بهدوء ودون إلحاح، يتركون بصماتهم بعد أن تكتشف عظمة خصالهم الإنسانية والمعرفية، أشخاص يفتحون صدورهم وقلوبهم من أجل الآخرين، فيصبحون ملء البصر حتى لو غابوا عن عيوننا، ويصبحون ملء السمع حتى لو لم نعد نستمع إلى آرائهم المحترمة فى كل شىء، يصبحون ملء القلب حتى لو سكن فيه آخرون، أشخاص هم شموع مضيئة تنير لكل عابر سبيل، شموع تجتمع المحبة حولها فى زمن تضن فيه المحبة لوجه الله وحده.
الدكتور محمد السيد سعيد شفاه الله واحد من هؤلاء، طراز إنسانى ومعرفى رفيع، عرفته منذ سنوات فى تجربة عمل مشتركة، لم تستمر سوى شهور قليلة، لكنها كانت عمرا مديدا لى فى الاستفادة منه، كان رئيسى فى العمل وكنت مساعده الأول، ومن خلال هذه العلاقة رأيته معطاء فى صمت، يحمل فى قلبه هموم الآخرين، ويتعامل مع من يحبهم ومن يحتاجون اليه بوصفه المسئول الأول عن تدبير شئون حياتهم، رأيته يفك أزمة محتاج فى صمت، لا فرق فى ذلك بين شاب يبحث عن فرصة عمل شريفة، وكهل طعنته مرارة الحياة فأخذ يدق باب الآخرين.
رأيته مسئولا عن العديد ممن شاركوه حلم الأمل فى تغيير مصر نحو الأفضل، ودفعوا ثمنا غاليا، ومع ظروف الحياة التى خذلتهم كانوا يدقون بابه غير نادمين، لأنهم يعلمون أن وراء الباب قلبا يحمل همومهم، قلبا يتسع للكثير، قلبا بحجم الكرة الأرضية، ورأيت قدرته الفائقة فى فرز هواة التسلق بالنفاق وليس بالعمل، كان يفعل ذلك بذكاء فطرى لافت يتمتع به فى فرز الصالح من الطالح، ويضع عجينة عطائه فى مسارها الإنسانى العام، بقناعة أن من لا يستطيع تدبير قوت يومه فلن تستطيع الاندماج باستقامة فى قضايا الوطن، وهى القضايا التى أفنى محمد السيد سعيد عمره من أجلها، أدعو الله له بالشفاء والعودة إلى محبيه وطارقى بابه.
الرى بمياه الصرف فى القليوبية
أنقل هنا صورة واقعية لما يحدث فى بعض قرى محافظة القليوبية، عن جريمة رى الأراضى الزراعية، حيث يتم إلقاء مياه الصرف فى الترع التى تقوم برى الأراضى، ويتم ذلك فى ساعات متأخرة من الليل بعيدا عن رقابة الأجهزة المعنية، ومن السهل الآن أن تمر على أى ترعة من هذه الترع لترى الكارثة بعينيك دون وازع أو ضمير ممن يرتكبون هذه الجريمة، وأمام أزمة مياه الرى التى تتفاقم يوما بعد يوم فى بعض القرى، يضطر المزارعون إلى رى أراضيهم بهذه المياه، والمشكلة أن هذا يتم، بينما هناك أماكن محددة لإلقاء هذه المخلفات لكن لا يلتزم أحد بها.
وإذا كان قدر القليوبية أنها وبفضل نشاط محافظها المستشار عدلى حسين، قد استطاعت أن تلفت النظر إلى العديد من المشكلات التى لا تخص المحافظة فقط، فإنه قبل أن تقع كارثة جديدة أدعو المستشار عدلى حسين إلى التحرك سريعا، وأدعو المجالس المحلية برئاسة الدكتور محمد عطية الفيومى إلى ممارسة دورها الرقابى فى هذه القضية الخطيرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة